Al Jazirah NewsPaper Thursday  15/05/2008 G Issue 13013
الخميس 10 جمادى الأول 1429   العدد  13013
حزب الله.. ماذا تريدون؟!
لبنى بنت عصام بن عبدالله الخميس

كان يوم الجمعة يوم مفصلي في تاريخ لبنان, حين استطاع حزب الله أن يتجاوز كل الخطوط الحمراء ويشل الحركة في (ست الدنيا) بيروت.. لبنان لها تاريخ حافل مع الدم والألم والحرب والجوع والضياع, ولها في الجانب الآخر تاريخ مع الحرية والتنوّع والتعايش تسمع فيها أجراس الكنائس وأصوات المآذن في المساجد.. لبنان هي الفن والحضارة والجمال.. لبنان مسرح الرحابنة وأغنيات فيروز وأشعار جبران .. لبنان السهل والجبل والبحر وخيوط الشمس الذهبية ونجوم السماء الفضية.. كل شيء في هذه الأرض مختلف, كل شيء له نكهة خاصة وحالة فريدة لا تحدث إلى بها.. بيروت هي المدينة المستمرة التي تمرض ولا تموت.. وشعبها أثبت أنه إذا أراد الشعب الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.. وأكد أن الصمود والإرادة والحب للوطن والأرض هو أقوى من الدبابات العسكرية وأنقى وأطهر وأبلغ من خطابات وخطط السياسيين.

حزب الله الذي حاول قتل كل مظاهر الحياة الطبيعية التي يستحقها كل مواطن لبناني ملّ السجال السياسي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع والصراع الطائفي الذي لا يفرح إلا أعداء هذه الأرض التي شربت الكثير من الدماء الطاهرة التي أُهدرت في سبيل وحدة هذا الوطن واستقلاليته.

لبنان التي كانت وما زالت وطن الجميع.. تفتح أبوابها في كل المواسم والمناسبات لكل شعوب المعمورة.. تحتضنهم بحب وتتعهدهم بقضاء إجازة سعيدة ومريحة وآمنة أضحت مدينة خطرة يحظر فيها التجول وتطالب الدول رعاياها بالمغادرة وتجهز خططا في حال تفاقم الوضع هذا الأمر الذي يثقل كاهل الاقتصاد اللبناني ويشكك المستثمرين ويزعزع ثقتهم في السوق اللبنانية.

حزب الله انقلب على الحكومة وجعل القوانين تصمت في حضرة أسلحته كما أكد على رغبة إيران في الوصول إلى المتوسط وسيطرة شيعية على المنطقة.. أين البطولة والشجاعة في ترويع وتخويف الآمنين وقتل الأبرياء؟ أي منطق يقبل شل الحركة وقطع أرزاق الناس وإغلاق الشوارع والأزقة والمرافق المهمة وحرق المؤسسات الإعلامية لأغراض سياسية أو ربما لمحاولة تعميم التجربة الإيرانية ذات الاتجاه الواحد في الرأي.

حزب الله ماذا تريدون؟ وإلى أين أنتم ذاهبون؟ بهذه السياسة التي تفرض منطق القوة وترفض الرأي والرأي الآخر.. دائما كانت المقاومة من أجل الحرية والسلام.. ولكن حزب لله كسر هذه القاعدة وأضحى اليوم يقمع الحرية ويرفض المبادرات من أجل التهدئة والسلام الداخلي.

السيد حسن نصرالله ستحاسب كثيرا أمام الله على ترويع الآمنين المطمئنين وتحويل بيروت تلك الزهرة اليانعة التي يأبى عطرها إلا أن يستنشق إلى مدينة أشباح.. تمهل أنت وحلفاؤك فلن تخرقوا الأرض ولن تبلغوا الجبال طولا.

(لنعش بسلام حتى نموت بسلام, فالصعوبة ليست في الموت بل في الحياة).

قبل عشرات السنين قال جبران وحذّر:

(ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين..

ويل لأمة تحسب المستبد بطلاً, وترى الفاتح المذل رحيما..

ويل لأمة مقسمة إلى أجزاء, وكل جزء يحسب نفسه فيها أمة..)

صدقت يا جبران.. أعانك الله يا لبنان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد