ألملمها قوقعةً وأخرى..
بعضها مزخرف برسوم متعرِّجة أنسى معها الوقت..
وحين ينبهني صوت وأعود فكأنني كنت في رحلة استكشاف..
جُبت فيها منعرجات وأودية..
براري وبحوراً.. ومنتجعاتٍ..
قمماً وفضاءات فسيحة.
بلدان بعيدة.. بعيدة.. يجيش معها الحنين لرحلات البحارة ومغامرات المؤرخين ومناقب الجيولوجيين ومسامرات الرواة وفضاءات المبدعين..
ظهور القواقع ذات الألوان والأحجام..
ببقاياها وأطرافها وسطوحها وملمسها ورائحتها.. مدى فسيح بأنوائه.. وأطواره..
كما جوف القوقعة سراديب لأسئلة تهمي كما مدّ الموجة ولا تعود..
***
لم تكن لي منثورات البحر بقايا مهملة..
هي رموز للزمن وللخلق وللكون وللسؤال..
الزمن بمكنوناته..
الخلق بأسرار الله تعالى فيه..
الكون بكله عوالم وأصناف وأشكال وألوان مؤشرات لولوج مبحر يستطيب لي التعمق فيه..
السؤال بوخزاته ولفتاته ومشاكساته وتحريضاته وإلهاماته وأبعاده وبروقه وغيماته..
***
شتات القواقع في الرمل..
إمطار آخر يعم فضاء النفس ويروي ثراها بملهماته وإجاباته..
يغسل التصحر حين الصمت.. ويبدد الوحشة حين التوحد..
ويضفي على البحر بحرا.. ويمد الشاطئ شواطئ..
وتبقى من القواقع في الكف فيما لا تنتهي رحلة الفكر..
***
فيا سبحانك ربي