«الجزيرة» - منيرة المشخص
انطلقت صباح أمس الأول الاثنين فعاليات ندوة (خريجات الجامعات السعودية الأقسام الإنسانية والتوظيف في القطاع الخاص) والتي نظمها مركز البحوث بمركز الدراسات الجامعية للبنات بعليشة والتي استمرت يومين، حيث بدأت الندوة بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلا ذلك كلمة مديرة مركز البحوث الأستاذة الدكتورة نورة الشملان، أوضحت خلالها أنه وبالرغم من كثرة ما عقد من ندوات ومؤتمرات وملتقيات ناقشت أمر مخرجات التعليم والتوظيف النسائي إلا إنه لم يأت بجديد على الإطلاق وبينت الشملان أن جميع الدول العربية تعاني ارتفاع معدل البطالة مع اختلاف الدرجة من حيث حدة المشكلة.
بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة بجلستين قدم خلال كل جلسة ثلاث ورقات بدأت الجلسة الأولى والتي ترأستها الدكتورة جواهر الزامل, بورقة مقدمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود، والتي كانت بعنوان: (الدراسة الجامعية للتثقيف أم التوظيف) والتي تناولت خلالها مهمة الجامعة تتمحور حول التعليم والتثقيف والتأهيل والتي تهيئ الطالبات لدخول المرحلة الجامعية بكفاءة تحقق الإنتاج والتنافس المؤدي إلى التطور.
وبينت سموها أن الربط بين دور العلوم الإنسانية وإشباع متطلبات سوق العمل دون اهتمام بكيفية المخرجات في إجراء البحوث والدراسات الإنسانية بالجامعات يدفعان بالطلبة والطالبات في الأقسام الإنسانية إلى مستقبل ضبابي وربما يجعلهم يرمون بمسؤولية التوظيف على الجامعة، وشددت سموها على أهمية تمسك الجامعات بدورها العلمي والثقافي التنويري بالإضافة إلى التأهيل العلمي والتطبيقي المتوافق مع متطلبات سوق العمل.
وتطرقت بعد ذلك الدكتورة هند بنت محمد آل الشيخ في ورقتها والتي جاءت بعنوان: (التوجهات الحالية والحلول الممكنة) إلى أنه وبالنظر إلى مؤشرات العرض في القوى العاملة والتي تلخص خصائص الكوادر المتوفرة نجد أن هناك خللاً هيكلياً نابعاً من كون 68.5% من الخريجات يتمركزن في العلوم النظرية مقابل 24% منهن من حملة البكالوريوس..
بعد ذلك قدمت الأستاذة الدكتورة عائشة أبو الجدايل ورقة عمل بعنوان: (دور التعليم العالي في المجتمع) حيث ركزت خلالها على تعريف دور الجامعة كمؤسسة تعليمية ودورها كمورد لتوريد كوادر بشرية لسوق العمل.
وفي الجلسة الثانية والتي ترأستها الدكتورة هدى العميل وجاء عنوان الجلسة: (القطاع الخاص والقضاء على بطالة الخريجات) حيث قدمت الدكتورة سلوى الخطيب ورقة عمل بعنوان: (معوقات مشاركة الخريجة السعودية في القطاع الخاص).
والورقة الثانية قدمتها سيدة الأعمال هدى الجريسي وكانت بعنوان: (القطاع الخاص ودوره في القضاء على بطالة النساء)، أما الورقة الثالثة والأخيرة فقدمتها الدكتور نورة أبا الخيل وكانت بعنوان: (البطالة النسائية تسهيلات غائبة وطاقات ضائعة).
بعد نهاية الجلستين فتح باب النقاش والذي تركز أغلبه وخصوصاً من الطالبات على غياب الدعم لهن من قبل القطاعات والمجتمع وبالأخص للأقسام المنشأة حديثاً، كذلك صعوبة إيجاد التدريب الجيد أو عدم الاعتراف ببعض شهادات الخبرة التي تحصل عليها الطالبة أثناء دراستها من خلال العمل في القطاعات الخاصة، بالإضافة إلى ضعف الرواتب من قبل تلك القطاعات وغياب التشجيع.
وحول ذلك قالت عميدة جامعة الملك سعود للبنات بعليشة الدكتورة الجازي الشبيكي ل(الجزيرة): لا أتفق مع مقولة أن الندوات أو الملتقيات التي أقيمت في هذا الجانب لم تنجح، فأنا أعتقد أن كل ما نراه الآن من تطوير ناتج من عقد مثل هذه الندوات والتي أقيمت في سنوات ماضية وهي نتائج مطالبات وتوصيات انبثقت منها وأخذت بعين الاعتبار من قبل القائمين على الجامعة.. وتضيف الدكتورة الشبيكي: إن ما وصلنا إليه من مرحلة متطورة في المستوى الجامعي لأن المطالبات السابقة فعلت بشكل جيد.
وأوضحت أن مهمة مركز البحوث ليست المتابعة وأن جهوده التي يبذلها ولا تخفى على أحد ويشكرون عليها وأن أغلب النقاط التي قدمت خلال هذه الندوة كنا في الجامعة كثيراً ما نثيرها ونتناقش حولها والحمد لله لمسناها على أرض الواقع ونتمنى أن تفعل بالتطبيق وإن كان هناك أمور طبقتها الجامعة مثل تفعيل التدريب الذي سيطبق الفصل الدراسي الثاني على مستوى الطالبات والسنة التحضيرية وكذلك تقييم بعض البرامج الموجودة وغيرها من النقاط التي طرحت في الندوة تم تطبيقها أو ستطبق العام القادم بإذن الله على مستوى الجامعة.
وأضافت الدكتورة الجازي: أود ومن خلال جريدة الجزيرة من صاحبات السمو وسيدات الأعمال كذلك رجال الأعمال مساندة المرأة من خلال كراسي البحث العلمي مثل ما هو معمول به لدى جامعات الذكور، لذا نود أن ننوه إلى أهمية تلك الكراسي البحثية لنا كمنسوبات الجامعة في مركز الطالبات بعليشة في إثراء الجانب العلمي والعملي في جامعة عليشة.
وأفادت عميدة الجامعة في ختام حديثها أن هناك ملتقيات قادمة وندوات سوف تعقد في الأيام القادمة وجميعها تصب في مصلحة سوق العمل والتعليم الجامعي.
من جانب آخر قالت الدكتورة هند آل الشيخ ل(الجزيرة): إن الورقة التي قدمتها تحاول طرح فكرة أساسية وأن الخلل الموجود ليس ناتجاً من خريجات الأقسام الإنسانية أوالأقسام العلمية في الجامعات بل هو ناتج من نوعية المهارات الموجودة أو التي توفرها الجامعات أو مجالات التدريب التي توافق سوق العمل بمعنى وهو السؤال الذي كثير ما أطرحه وهو: هل المهارات الموجودة سواء لدى الخريجات أو القائمات على رأس العمل تؤهلهن للاستمرار في هذه المجالات أو التنافس على المستوى العالمي، وتضيف آل الشيخ قائلة: الفكرة الأساسية أن الآن المتطلب للاقتصاد معرفة المهارات المختلفة مهارات تركز على حل المشكلات وتركز على التواصل مع الآخرين وتركز على الإنتاجية وليس فقط عمل ما يطلب منهم فقط, وطالبت الدكتورة هند بوجود تضافر بين جميع الجهات لإيجاد الحل ليست فقط جهة واحدة فإصلاح جميع القطاعات يجب أن تكون بجهود مشتركة ويجب أن تتابع المؤشرات الموجودة بشكل كبير وتحاول أن تستقي منها هذه المعلومات وبناءً على النتائج تتخذ القرارات، أيضاً الاستفادة من تجارب من سبقونا في هذا المجال.
وأوضحت الدكتورة آل الشيخ أن ما يحدث الآن في سوق العمل ليس جديداً أو تجربة فريدة من نوعها، فالمشكلة عالمية فأغلب الدول تواجهه مشكلة إيجاد فرص عمل للفئة الشابة من كلا الجنسين، لذا يجب الاستفادة كما قلت من التجارب الناجحة في هذا المجال كذلك التركيز على الصيغة التعاقدية لصاحب العمل وطالب العمل، فللأسف الشديد أن ما يواجه الملتحقين من طالبي العمل في القطاع الخاص من ذكور وإناث أن الصيغة التعاقدية صيغة ضعيفة جداً يكون فيها ظلم لطالبي العمل.
وفي سؤال منا لمديرة مركز البحوث بعليشة الدكتورة نورة الشملان ذكرت أنها خاطبات جميع القطاعات المعنية وعلى رأسهم معالي وزير العمل بأن يشارك عبر الدائرة التلفزيونية لكنه رد بالاعتذار للأسف الشديد.
وجاء اليوم الثاني أشد سخونة من ناحية التفاعل خصوصاً أنه احتوى على ورقة للقطاع الخاص، وقدمت إدارة الجلسة الدكتورة نورة آل الشيخ والتي جاءت بعنوان: (معايير اختيار القطاع الخاص لتوظيف الخريجات) وشارك فيها كل من الدكتورة فوزية البكر بورقة عنوانها: (ثقافة العمل كما تتطلبها مؤسسات القطاعات الخاصة) أوضحت خلالها أن مؤسسات العمل بشكل عام والخاصة منها حددت عدداً من القيم التي يجب أن يتحلى بها طالب الوظيفة والتي لا تقف عند حد إتقان التخصص الدقيق للمتقدم بقدر ما تعني عدداً من المهارات العقلية والشخصية التي يجب أن يتحلى بها لتحقيق أهداف المؤسسة مثل المبادئ والتفكير الإيجابي والقدرة على العمل مع مجموعات، بالإضافة إلى إتقان اللغة الإنجليزية.
تلا ذلك ورقة الدكتورة: شادية بنت حمزة حامد شيخ والتي كانت بعنوان: (خريجة كلية اللغات والعمل في القطاع الخاص) والتي تناولت خلالها رسالة الكلية فيما يتعلق بالتعليم وحاجة سوق العمل وبالتواصل بين الشعوب وطرحت الدكتورة شادية عدداً من التساؤلات والتي منها: هل يهدف برنامج اللغات إلى التعليم أو التثقيف؟ وهل يساهم في إثراء حركة الترجمة وما العوائق أمام هذه الاستفادة إن وجدت؟.
وكانت ورقة الأستاذة وفاء الحكير بعنوان: (المعايير التي يبحث عنها القطاع الخاص ولا يجدها في الخريجة السعودية) تناولت خلالها ارتفاع كلفة الخريجات السعوديات مقارنة بالوافدة الأجنبية وارتفاع مستويات التسرب للخريجات السعوديات في التدريب للعمل أو بعد الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص، كذلك تدني تأهيل الخريجات لبعض الوظائف لعدم مواءمتها اجتماعياً.
وكانت الورقة الثالثة والأخيرة في الجلسة الثالثة مقدمة من الدكتورة عنبرة خميس بلال والتي جاءت بعنوان: (آلية طرح المسار التخصصي ودورها في توفير الفرص الوظيفية للخريجات) دراسة حالة قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود، حيث تناولت خلال البحث المشكلة الأزلية لبعض الأقسام والتخصصات التي تجد الخريجة صعوبة في الحصول على وظيفة تلائم تخصصها وتناولت خلاله عدداً من الأهداف والتساؤلات والاستبيانات.
الجلسة الرابعة والأخيرة والتي ترأستها الدكتورة هناء الصقير كانت بعنوان: (المزايا التي يبحث عنها القطاع الخاص في الخريجات السعوديات) شارك فيها كل من الدكتورة ابتسام صادق بورقة عمل جاء عنوانها: (تقييم خريجات أقسام الدراسات الإنسانية) وجهة نظر القطاع الخاص، تناولت خلالها المزايا التي يبحث عنها القطاع الخاص في خريجات جامعة الملك سعود.
والورقة الثانية قدمتها الدكتورة نورة اليوسف والتي كانت بعنوان: (فرص عمل المرأة في القطاع الخاص) تناولت خلالها مراجعة الجهود التي تمت من أجل تنمية الموارد البشرية الوطنية وتطويرها بما يخدم قضية توطين وإحلال العمالة الوطنية متضمناً (العمالة النسائية) محل العمالة الوافدة في مختلف القطاعات الخاصة.
وكانت الورقة الأخيرة بعنوان: (التدريب والتأهيل لسوق العمل) قدمتها الأستاذة عالية الشلهوب، تناولت خلالها الإحصائية الخاصة بالبطالة النسائية والتي بلغت 26% وتطرقت إلى بعض من أسباب تلك البطالة والتي منها: شح الفرص الوظيفية للفتيات، وعدم التأهيل والتدريب الكافي والمناسب الذي يبحث عنه القطاع الخاص وذلك في ظل اكتفاء القطاع الحكومي، بالإضافة إلى مدى استعداد الفتاة نفسها ومدى تقبلها الكامل لشغل الوظيفة بكفاءة عالية.
وقد فتح باب النقاش بعد نهاية كل جلسة لليوم الثاني والأخير للندوة والذي جاء أشد سخونة من اليوم الأول وتفاعل من الطالبات اللواتي طالبن الجامعة بإيصال أصواتهن للجهات المعنية بإيجاد حل فوري لهذه المشكلة وتكثيف التدريب الميداني لهن خصوصاً في فترة الصيف بأجر رمزي تتحمل الجامعة جزءاً منه، وتطرقت بعضهن إلى معاناتهن إلى أن المسؤول عليهن أثناء العمل بوقت جزئي غير سعودي ويقوم بعملية تطفيش لهن.
الدكتورة مها الميمان وجهت لومها للقطاع الخاص الذي وبالرغم من دعم الحكومة له إلا إنه وكما شبهته بالنخلة العوجاء التي تعطي خيرها لغير أهلها.
إحدى المنسوبات طالبت بإلغاء ثقافة العيب من بعض المهن البسيطة مثل عامل النظافة وجعلها سعودية وتساءلت إحدى الحاضرات لو تقدم لابنتها هذا العامل النظافة لخطبتها هل ستزوجه إياه؟.
في نهاية الندوة قدمت التوصيات فقالت إحداهن: نتمنى أن تفعل ولا تبقى حبيسة الأدراج.