من نعم الله علينا في هذا البلاد أن بيننا أناس يعملون بدافع إيماني قبل أن يكون أي شيء آخر، هدفهم حماية هذا الوطن ومواطنيه وحماية أعراضنا وعقول شبابنا وكذا أمننا واقتصادنا، هؤلاء هم رجال الجمارك، الذين يمارسون فضيلة الجهاد كما قال عنهم سماحة المفتي في إحدى خطبه المباركة.. فرجال الجمارك أحد تلك الفئات التي تعمل خلف الكواليس يسهرون على حماية منافذ المملكة عاملين ليل نهار في أماكن بعدية ونائية ومتفرقة في أطراف وحدود المملكة براً وبحراً وجواً.. وقد سبق وأن تحدثت في هذه الزاوية عن الجهود الكبيرة التي يبذلها هؤلاء الجنود المجهولون، واليوم أعود مرة أخرى للحديث عن هذا الجهاز ورجاله إثر اطلاعي على التقرير السنوي الصادر عن مصلحة الجمارك لعام 2007م الذي ألقى الضوء على الدور أو بالأصح الأدوار التي يقوم بها رجال الجمارك.
فالتقرير يوضح الدور الأمني المهم لهم فهم من يقفون في وجه المهربين ممن يسعون إلى الإفساد في بلاد الحرمين سواء في محاولاتهم إدخال الأسلحة لزعزعة الأمن أو تهريب المخدرات للإضرار بالمجتمع ونشر الفساد بين شبابنا للقضاء على طموحاتنا كما يوضح التقرير الدور الاقتصادي لرجال الجمارك وهذا الأمر ذو شقين أحدهما ما يقومون بتحصيله من رسوم جمركية للواردات والآخر منع دخول السلع المقلدة والمغشوشة وفي هذا درء لآثار سلبية لا حصر لها على الاقتصاد الوطني والحياة البيئية في المملكة وسأسوق لكم مقتطفات لأهم ما ورد في هذا التقرير:
1 - ضبط رجال الجمارك خلال عام 2007م في جميع منافذ المملكة ما مجموعه (51) مليون حبة مخدرة.
2 - بلغ وزن المخدرات المضبوطة (3.19)كغم.
3 - تمكن رجال الجمارك من ضبط (243.917) زجاجة خمر.
4 - تجاوزت إيرادات الجمارك (12) مليار ريال.
ويحوي تقرير الجمارك العديد والعديد من الإشارات التي تؤكد بأن هذا الجهاز يعمل من خلال حركة دؤوبة لا تهدأ لأداء الدور والمهام المناطة به على الوجه الأكمل وتنبع إشارتي إلى ذلك من خلال استقراء بسيط لمعدلات تدريب منسوبي مصلحة الجمارك التي وردت بالتقرير والتي وصلت إلى 62% وهذه النسبة تعطي دلالة واضحة على سعي الجمارك لرفع كفاءة الجهاز من خلال تطوير مستوى العاملين فيه وتأهيلهم بما يتلاءم مع متطلبات الوقت الحاضر إضافة إلى إدخال التقنيات الجديدة في الأعمال الجمركية مثل أجهزة التفتيش بواسطة الأشعة التي بدأتها الجمارك قبل سنوات عدة في تفتيش أمتعة القادمين وها هي الآن تنقل هذه التقنية لتستفيد منها في تفتيش السيارات والحاويات والشاحنات بواسطة أجهزة أشعة كبيرة عممتها مؤخراً على المنافذ الجمركية كما أظهر التقرير خطوات التطوير التي شملت برامج الكلاب الجمركية لتساند جهود رجال الجمارك في أعمالهم بالمنافذ الحدودية.. كما أن أعداد التقرير وشكله ومحتواه يؤكد حرص الجمارك على تطوير الجهاز ورفع مستواه ومعلومات التقرير غاية في الأهمية ومحتواه مدرج ضمن موقع الجمارك على الإنترنت.
ألا تشاركونني الرأي في أن ذلك خلاصة جهود رجال يقدمون الكثير لوطنهم إنهم رجال الجمارك الذين يستحقون من الجميع الشكر والتقدير على جهودهم وتضحياتهم في سبيل حماية أمننا ونهضة مملكتنا الغالية بواسطة تحقيق المعاملة الصعبة في إيجاد توازن بين التسهيل والتيسير في الإجراءات وبين الرقابة والتفتيش لتحقيق شعار الجمارك في فسح المسموح ومنع دخول الممنوع.
almajd858@hotmail.com