«الجزيرة» - سلطان الجعيثن
اتسم التغيُّر في ثقافة السفر والسياحة لدى الكثير من السعوديين خلال السنوات الخمس الماضية، وخلال السنتين الماضيتين على وجه الخصوص، فقد بدأ السعوديون بالتخطيط المسبق لبرامج سفرهم ورحلاتهم السياحية الداخلية والخارجية قبل موسم الصيف و(ذروة المسافرين) لوجهات متعددة في أوروبا وشرق آسيا والدول العربية والمناطق السياحية الداخلية حتى أصبحت سمة ترتبط بمتوارث عائلي من خلال صغار السن الذين يأتون لمكاتب السفر والسياحة لترتيب برامج رحلات الصيف قبل الموسم بعدة شهور، هذا ما أكدته مكاتب السفر والسياحة التي قامت (الجزيرة) بجولة استطلاع من خلال لقاء مديري خدمات العملاء لأكبر مكاتب للسفر والسياحة بالرياض.. وقد أصبحت تلحظ أن السعوديين يأتون ليستفسروا عن وجهات السياحة المقترحة وعن الوجهات الآمنة وعن أسعار التذاكر والفنادق ومتى سيبدأ موعد ارتفاع الأسعار وتغيُّرها.. مضيفة بأنها تُحيي كثيراً من المسافرين الذين يأتون لعمل حجوزاتهم بعد أن يطّلعوا على كافة المعالم السياحية والوجهات التي يقصدونها من خلال شبكة الإنترنت فيسهلون من مهامنا في كل ما يتعلق بترتيباتهم سواء كانت رحلات استجمام أو رحلات علاجية أو دينية أو ثقافية أو للصيد أو الرحلات البحرية.
أبرز المشكلات
وأضافت بأن المشكلات تكمن في وجود الكثير ممن يغفلون بأن جوازات سفرهم قد انتهت.. أو يأتون في وقت الموسم لاستصدار التأشيرات التي أحياناً تكون عائقاً لهم في تحصيلها خلال إجازاتهم الرسمية إن كانوا موظفين حكوميين.. أو في قطاعات خاصة مما يضطرهم لتغيير وجهاتهم والبحث عن وجهات لا تتطلب استصدار تأشيرات.. مؤكدة في ذات الصدد بأن نسبة السعوديين الذين ما زالوا يأتون في (الوقت الضائع) يبلغ 20% من نسبة المسافرين يعود إما لأسباب تتعلق بأمور مادية أو ظروف العمل.
أسعار المواسم
وحول الأسعار المتعلقة بالتذاكر والفنادق، فالأسعار تكون مخفضة ابتداء من شهر يناير حتى منتصف مايو يكثر فيها تقديم العروض من قبل شركات الطيران والفنادق.. ثم يبدأ الارتفاع بنسبة 50% للأسعار من النصف الثاني لشهر مايو حتى نهاية شهر أغسطس.. مؤكدة بأنه كل ما كان التخطيط بوقت مسبق تكون البرامج السياحية أفضل من حيث الأسعار والخيارات المتعددة والتنوع الذي يمكِّن السائح السعودي من اختيار ما شاء من وجهات متنوعة ومختلفة بحسب الرغبات والمقاصد.
وأبانت بأن البرامج السياحية لموسم الصيف يتم طرحها قبل انطلاق الموسم بشهرين ليتم تمكين الكثير من إيجاد الحجوزات للتذاكر والفنادق.. معتمدين على أفضل الوجهات التي تتسم بالخصوصية التي تلائم طبيعة المجتمع السعودي والدول الآمنة التي لا تُعاني من أي اضطرابات سياسية أو أمنية.. ومعتمدين أيضاً على طرح برامج متنوعة تعتمد على مستوى التفاوت في الدخل المادي مما يتيح للجميع التمتع بإجازاتهم داخلياً أو خارجياً.
السياحة الداخلية
وأوضحت بأن أكثر المقاصد السياحية في موسم احتماء الصيف داخلياً تتجه للمناطق الباردة متربعة بذلك المناطق الجنوبية للمملكة كأكثر الوجهات طلباً من قِبل السعوديين (أبها، الباحة والطائف) يُضاف إليها الرحلات الدينية لمكة المكرمة والمدينة المنورة.. مؤكدة بأن جدة تُعتبر المدينة الأكثر طلباً وحجوزاتها على مدار السنة لعدة اعتبارات تتوفر فيها.. وكونها أيضاً محطة لمقاصد مختلفة في المناطق الغربية.. وأشارت إلى أن هنالك تعاوناً مع الهيئة العليا للسياحة في طرح برامجها الداخلية التي تشمل المناطق الأثرية والمدن التي تتوفر فيها مقومات سياحية في كافة أرجاء المملكة.. مؤكدة على أن أسعار التذاكر لا تتأثر على مدار العام، فسعرها ثابت وموحد باختلاف المواسم باستثناء توفر إمكانية الحجوزات من عدمها.. وفيما يتعلق بأسعار الفنادق فقد أكّدت بأن الأسعار خلال الموسم في جدة وأبها تقارب أسعار الفنادق في دبي والقاهرة نظراً لكثرة الطلب وقلة الفنادق!! معللة بأنه لا يوجد شقق تواكب الحدث ليتم تسويقها داخلياً حرصاً على النوعية والتميُّز في العروض.. مبيّنة أن استقطاب السياح الأجانب للسياحة في المملكة سيسهم في دعم الحركة السياحية ودعم الاقتصاد السعودي وجذب السياح الداخليين.. مضيفة في ذات السياق أن زيادة أعداد الفنادق والشقق سيُسهم في ارتفاع نسبة السياحة الداخلية وتوفير المتنزهات ذات المواصفات العالمية والحفاظ على التراث وتسويقها خليجياً وعربياً وعالمياً.
أخلاقيات السعوديين
- السياح الأجانب
وأثارت المكاتب السياحية نقطة مهمة تميّز السعوديين لجذب السياح تتمثَّل في أخلاقيات السعوديين كشعب مضياف ويحب أن يعكس صورة الكرم التقليدي لكل من يأتي إليه.. مؤكدة بأن ثقافتنا لا بد أن نوضحها وننشرها للعالم.. وقد وجدت ردود فعل طيبة في هذه الصدد من كثير ممن زاروا المملكة.. مضيفة بأن تجربة دبي مميزة جداً في مهرجاناتها وفعالياتها التسوقية والترفيهية التي تكون ثابتة بمواسم معينة في كل سنة.. مشيرة إلى أن تحديد هذه المواسم وتبنيها من جهات معينة سيسهم في الإقبال.
الوجهات العالمية
وتصدرت باريس قائمة العروض الأكثر طلباً في أوروبا يليها جنيف، لندن، النمسا، إسبانيا.. وأخيراً هولندا.. فيما احتفظت ماليزيا على صدارتها خلال الأعوام الماضية كون أغلب المسافرين يعتمدون في رحلاتهم على تجارب سابقة من السعوديين أيضاً معللة بأن ماليزيا توفر بيئة مناسبة وقريبة جداً من البيئة السعودية في وجهاتهم لشرق آسيا.. يليها جاكرتا وهونغ كونغ والصين وتايلاند.
برنامج الابتعاث
وأبانت بأن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث أثّر في كثير من وجهات السعوديين فأصبحت أمريكا وأستراليا وجهات يكثر الطلب عليها معللة بأن السعوديين يستغلون موسم الصيف للسياحة هناك وزيارة أبنائهم المبتعثين.
الوجهات العربية
فيما تربعت القاهرة بلا منازع أكثر الوجهات عربياً تليها تونس والمغرب وتربعت دبي أولى الوجهات خليجياً خصوصاً وقت موسم شهر التسوق الذي يميزها ويستهدف السعوديين بشكل كبير.
وحول برامج شهر العسل أبانت بأن 80% من السعوديين يعتمدون على تجارب من سبقوهم.. مبيّنة بأنها تنحصر القائمة بين ماليزيا وجزر المالديف تليها جزر تايلاند فأوروبا وأمريكا.
السياحة العلاجية
وقالت إن ألمانيا فأمريكا تليها التشيك وأخيراً الصين تأتي للوجهات التي يقصدها السعوديون للسياحة العلاجية.. مشيرة إلى أن هذا النوع من البرامج يقبل عليه السعوديون المرضى والتي تعتمد على موافقة المشفى مسبقاً باستقبال الحالات المرضية بناء على التقارير الطبية التي نرسلها للعميل وحجم التكلفة وتقديمها للراغبين في العلاج لدى أفضل المراكز الطبية المتخصصة.
وأبانت بأن هنالك نوعاً من الرحلات السياحية التي تُعرف بمسمى الرحلات الثقافية خلال إقامة المعارض والندوات ومعارض الكتب التي يقبل عليها الدكاترة والمثقفون والمهتمون فيتم ترتيب السكن الملائم لهم والقريب من مواقع تلك المناسبات وتوفير كل ما يستلزمهم خلال المدة التي يحتاجونها.
السياحة البحرية ورحلات الصيد
وأضافت بأن ثقافة السياحة البحرية أصبحت تدخل في ثقافة السفر لدى السعوديين.. وأصبح هنالك إقبال ليس بالكبير على رحلات تتميز بتوفير كافة المقومات السياحية من خلال جولات متنوعة ومختلفة في عدة قارات تختلف الأسعار فيها بحسب خط سير تلك الرحلات ومدتها.. كما أصبحت جنوب إفريقيا والسودان من أكثر الدول طلباً في القارة الإفريقية للراغبين في التمتع برحلات السفاري والصيد التي شهدت إقبالاً من السعوديين خلال السنوات الأخيرة.
وقالت أيضاً فيما يختص بأغلب المقاصد التي يبحث عنها السعوديون في الدول التي يسافرون لها أبانت بأن الغالبية تعتمد على الاستكشاف مفضلين الاطلاع على ما تقدّمه البرامج السياحية في تلك الدول.
نصائح للمسافرين
وقالت إن مكاتب السفر والسياحة تقدم نصائحها للمسافرين عن الوجهات المناسبة التي تتلاءم مع متطلباتهم.. آخذين بعين الاعتبار الفئات العمرية والجنس فنقدّم على أساسها خبرتنا وتجربتنا للراغبين في ذلك.. مضيفة بأننا نربط ما يحصل من مشكلات حصلت للسعوديين في الأعوام السابقة ونوضحها للمسافرين.. وأوضحت بأن وكالات السفر تتمتع بإعطاء العميل أهم أولوياتها والتي تساهم في مصداقيته كون المسافر يدرك مدى الأمانة والإخلاص لوكالات السفر والسياحة ويضعها في اعتباره بعد عودته آخذين بعين الاعتبار متابعة العملاء أثناء السفر وتلقي اتصالاتهم وحل أي مشكلة تواجههم خلال رحلاتهم.