أبو محمد شاب سعودي يعمل موظفاً، ويعيش مع أسرته بخير وهناء.. لم تسمح له ظروفه المادية أن يتملك منزلاً؛ فهو مثل غيره من الملايين من الشباب السعودي مستأجر لسكن.. أمضى في سكنه المستأجر الحالي خمس سنوات وهو يدفع مبلغ (أربعون ألف ريال) سنوياً لمالك العقار.. المبلغ كبير ومرهق له، ولكن لا بديل لديه مع غلاء وارتفاع الإيجارات في الآونة الأخيرة.. وهو ملتزم جداً بدفع الإيجار بوقته..
وقبل أن يحل عليه إيجار السنة الجديدة تفاجأ برسالة من مالك العقار أُرسلت له في منزله، وقد كتب فيها فيما يلي (السادة المستأجرون، عناية السيد ......، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نظراً للارتفاعات التي طالت جميع جوانب الحياة، وبناء على طلب المالك فإن قيمة الإيجار للسنة الواحدة ستصبح خمسين ألف ريال (50000)، يتم سدادها على دفعتين، أي كل ستة أشهر. كما نفيدكم بأن القرار ليس طمعاً ولا رغبة في فسخ العقد، ولكنه مقتضى الظروف، وعليه فإنه يتوجب دفع قيمة الإيجار الجديد من تاريخ استحقاق القسط القادم بعد هذا الإشعار. وكما لا يخفى عليكم أن لنا رغبة في بقائكم بجوارنا لحسن تعاملكم وأخلاقكم النبيلة ولكن الخيار الأول والأخير متروك لكم، دمتم بود والله يرعاكم، نيابة عن المالك إدارة الأملاك ......).
تلك الرسالة حقيقية واطلعت عليها بنفسي، وأعرف صاحبها جيداً، وتعليقي على ما قرأته أن هذا مثال حقيقي للجشع والطمع والظلم الذي يمارسه بعض مُلاك العقار مع المستأجرين في ظل غياب من يحميهم ويكفل حقوقهم.. وما لا يمكن فهمه أن تزداد قيمة الإيجار بعد استهلاكه بخمس سنوات!!؛ فالعكس هو المفروض، ولدينا المستأجر مغلوب على أمره؛ فهو من يقوم بالصيانة للسكن المستأجَر بعكس النظام المعمول به خارج المملكة. والشيء غير مقبول أن يرفع مالك العقار قيمة الإيجار على أبي محمد بمقدار 20% بدون مقدمات وبأسباب غير معقولة ومنطقية؛ فليس من حق مالك العقار أن يعوض ارتفاع تكلفة معيشة الحياة من حساب مستأجر مسكين مغلوب على أمره، وإن كان ما حدث لأبي محمد يحدث لغيره، فنسأل الله العون له ولكل مستأجر مسكين لا خيار لديه إلا أن يرضخ لجشع مالك عقار.
Fax2325320@ yahoo.com