«الجزيرة» - الرياض
أظهر بحث جديد أنّ المدراء في المملكة لا يجيدون تعميم الأهداف التجارية للشركة على موظفيهم بقدر ما يعتقدون، وقال البحث الذي أجرته شركة هيل أند نولتون المتخصصة في استشارات التواصل والاتصال، إنّ 79% من المدراء يحرصون على تفسير الأهداف الإستراتيجية للشركة إلى موظفيهم، إلاّ أنّ 47% من الموظفين في المملكة يشعرون أنّ هذه الأهداف قد شرحت لهم شرحاً كافياً، في حين يعتقد 45% أنّ مديرهم المباشر يساعدهم على فهم الصلة القائمة بين عملهم وأهداف الشركة.
وثمة أكثر من 37% من الموظفين في المملكة لا يشعرون أنهم يحصلون على المعلومات اللازمة لأداء عملهم بشكل جيد، بينما لا يشعر 36% منهم أنّ إسهامهم يحظى بالتقدير .. فيما يرغب 98% من الموظفين في تطوير مهاراتهم والارتقاء بمستواهم المهني.
وتعليقاً على هذه النتائج، قالت فران ماكيلوين، مديرة الاتصالات المؤسسية والتغييرية في هيل أند نولتون الشرق الأوسط: (تتوافق نتائج البحث في المملكة مع النتائج التي سجّلتها سائر دول مجلس التعاون الخليجي عموماً. فهي تبيّن أنّ المدراء في المملكة يدركون أهمية التواصل مع الموظفين، إلاّ أنّ العديد منهم يخفقون في تعميم الرسالة).
وأضافت: (هذا موضوع هام للغاية بالنسبة لمدراء الشركات في المنطقة، فالشركات تعاني حالياً من ضغوطات هائلة لزيادة إنتاجيتها وتجد صعوبة كبيرة في استقطاب وحفظ أفضل المواهب. لذا من المهمّ التحلّي بالقدرة على إشراك الموظفين وتوحيدهم حول أهداف الشركة الإستراتجية في سبيل تحفيزهم، وتعزيز الإنتاجية والمحافظة على أفضل المواهب).
وختمت ماكيلوين بقولها: (الأبحاث العالمية أظهرت أنّ الموظفين الملتزمين جداً بعملهم، يبذلون جهوداً أكبر بنسبة 57%، ويحقّقون أداءً أفضل بنسبة 20%، ومن المرجّح أن يبقوا في وظيفتهم بنسبة 87%، مقارنة مع الموظفين الأقل التزاماً الذين تمّ تحديدهم في بحث هيل أند نولتون).
ويؤمن العديد من الموظفين في المملكة بأن مدراءهم لا يصغون إليهم رغم إجماع معظم المدراء (91%) على أهمية مراعاة آراء الموظفين عند اتّخاذ قراراتهم. إلا أن 45 % من الموظفين يعتقدون أن مديرهم يتصرّف عادة بناءً على آراء الموظفين ومقترحاتهم.
عجز في القرارات
قد يكمن سبب انقطاع التواصل بين المدراء والموظفين في إحجام المدراء عن اتّخاذ القرارات.
فالعديد منهم لا يشعرون أنهم مخوّلون القدرة على التواصل أو حتى اتّخاذ القرارات.
فهناك 61% من المدراء في المملكة يعتقدون أن اتّخاذ القرارات يزيد من احتمال تعرّضهم إلى اللوم حين يخفقون، في حين يقرّ 20% منهم بأنّهم التزموا بقرارات اتّخذها آخرون بدون إمعان النظر في عواقبها.
ويؤمن 48% من المدراء أن تفادي لفت الانتباه في مركز العمل سيضمن لهم البقاء في وظيفتهم.
يذكر أن شركة هيل آند نولتون أجرت البحث، بالتعاون مع شركة يوغوف سراج أواخر العام المنصرم في دول الخليج الست بمشاركة 307 مدراء و246 موظفاً، منهم 25% في المؤسسات الحكومية و24% في الشركات متعددة الجنسيات ذات الملكية الأجنبية و27% في الشركات متعددة الجنسيات ذات الملكية المحلية و21% في المؤسسات التجارية المحلية.