Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/05/2008 G Issue 13008
السبت 05 جمادى الأول 1429   العدد  13008
نهارات أخرى
مؤسسات الإيواء
فاطمة العتيبي

تشكل مؤسسات الإيواء الاجتماعية جانباً خدمياً هاماً.. يعكس مدى اهتمام الدولة وتفاعل المجتمع مع مثل هذا النوع من المؤسسات التي تسد عوزاً كبيراً في المعالجات السلوكية والحقوقية لدى الأفراد التي تفرض عليهم تقلبات الحياة ظروفاً خاصة ودقيقة..!

** ويتطلع المجتمع إلى زيادة نوعية في مثل هذه المؤسسات فضحايا العنف الأسري بحاجة إلى مؤسسات إيواء جديدة لها مواصفات خاصة وتؤدي دوراً خاصاً..

** المؤسسات القائمة حالياً.. هي مؤسسات تختص إما بالأيتام.. أو الأحداث وهي ما يسمى بدور الملاحظة الاجتماعية.. هذه المؤسسات تحتاج إلى عناية كبيرة في مستوى أدائها، وآلية العمل بها، والطاقة البشرية المشغلة لها، والمناهج الفكرية والأنشطة التي تمارس فيها.

** حين يبلغ اليتيم سن المراهقة، تتجاوز حاجاته الأكل والشرب وتلقي التعليم الأولي، فهل البرامج المقدمة له في مثل هذه المؤسسات كافية وقادرة على أن تهبه النضج الاجتماعي المطلوب والمتوازن والمستقيم!!

** في دور الأحداث يكون الأمر أكثر صعوبة حيث المجال أوسع لتبادل الخبرات السيئة والسلوكيات المنحرفة فيما لو غفلت عين الرقيب لبرهة واحدة!..

** يبذل العاملون في مثل هذه المؤسسات جهودا عظيمة وعملهم مضنٍ جداً لا يضاهيه أي مقابل مادي مهما ارتفع.. فالعناية بإصلاح هؤلاء وتعديل سلوكهم وتربيتهم التربية الصحيحة.. ومساعدتهم كي يخرجوا للحياة وقد استقاموا وتخلصوا من انحرافاتهم الصغيرة..

** مثل هؤلاء العاملين المخلصين جزاؤهم على الله سبحانه..

** ومثل هذه المؤسسات تمثل مجالا خيريا كبيرا.. ومن الضروري اهتمام القطاع الخاص في زيادة فاعليتها وتنمية مواردها وعدم الاكتفاء بدعم الدولة على أنه من الضروري جدا أن تبقى هذه الخدمات تحت مظلة الدولة لحساسيتها وأهميتها وعدم تركها تماما للقطاع الخاص..

** ومن المهم أن تتسع أماكن المعيشة في مثل هذه المؤسسات وأن تجهز بالتجهيزات اللازمة ولابد أن يُنتقى بعناية من يعمل بها خاصة في دور الأيتام حيث الرعاية الأولية والتربوية التي تحدد معالم تفكير هؤلاء الأيتام.. فضمان سلامة تفكير العاملين والمشرفين واستقامة منهجهم واعتداله يحمي هؤلاء الأيتام من الوقوع في قبضة الأفكار المنحرفة.. خاصة أن اليتيم أو الحدث قد يقع تحت طائلة الأحقاد الاجتماعية فيما لو شحن ضد المجتمع وشرائحه المختلفة..

** من المهم جداً أن يعتنى بكافة الأنشطة المحفزة للتفكير الإيجابي الداعية للطمأنينة والإبداع وحب الحياة وإعمار الأرض..

** من المهم جداً تكثيف آليات الرقابة على مثل هذه المؤسسات الإيوائية وهل سير العمل فيها يتم وفق الخطط والأهداف التي أنشئت من أجلها.. ذلك لضمان سلامة نزلائها من الانحرافات السلوكية التي تتم داخلها، وكذلك من الانحرافات الفكرية التي يمكن أن تعرض المجتمع كله للخطر..!!

** كما أنه من المهم تقسيم المراحل العمرية فيها والتدقيق في ذلك كثيرا وألا يتم التساهل فيها بحاجة عدم وجود المباني أو العاملين أو أي من الأسباب.. ولا بد من تكثيف الطاقة البشرية المشغلة لهذه الدور وأن يكون لها من الحوافز ما يدفعها للمزيد من الإخلاص والحفاظ على أطر حياة عفيفة وكريمة وصحية لهؤلاء.. النزلاء الذين هم جزء من المجتمع ولهم حق كبير عليه لابد من أدائه على خير وجه.



fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد