لقد حظيت هذه الجامعة بالنصيب الأوفر، والقدح المعلى من دعم القيادة الحكيمة في جميع المجالات العلمية والتقنية والفنية والإدارية منذ إنشائها وإلى عصرنا الحاضر..
وليس أدل على ذلك من افتتاح عدد من الكليات العلمية فيها، وزيادة أعداد المعيدين والمعيدات والمقبولين والمقبولات من الطلاب والطالبات المتقدمين إليها في المرحلة الجامعية والدراسات العليا حتى جاوز القبول تقريبا في هذا الفصل400% عنه في الفصول السابقة.. ناهيك عن تلك المشروعات الإنشائية العملاقة للكليات والعمادات المساندة ومركز دراسة الطالبات وتوسعة إسكان أعضاء هيئة التدريس، والمواقف وغيرها.
أما المؤتمرات والندوات العلمية والملتقيات التدريبية فحدث ولا حرج.. فالجامعة -بحمد الله- شبيهة بخلية النحل، لاتكاد تدخل كلية من كلياتها أو عمادة من عماداتها حتى يلفت نظرك إعلان عن مؤتمر أو ندوة أو ملتقى علمي أو تقني أو تدريب نافع.. بل تعدَّ الأمر إلى اللجان العلمية والهيئات الاستشارية؛ فالجامعة تعيش عهداً ذهبياً، وعصراً زاهياً يقود دفته ويخطط له رجل مخلص يعمل بتؤدة وروية.. وبصمت وبعد نظر، ألا وهو معالي مديرها الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل -وفقه الله-.
والشيء المفرح والحافز إلى المزيد إنما هو رعاية ولاة الأمر في هذه الدولة المباركة للكثير من هذه المؤتمرات والندوات والحلقات؛ فبالأمس القريب كان رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- يرعى مناسبتين مهمتين لجمعيتين من الجمعيات التي تحتضنها الجامعة عن السنة النبوية والدعوة والإسلامية.. وشنف المسامع بتوجيهاته الكريمة وآرائه السديدة وأطروحاته القيمة، وأمانيه الصائبة وآماله الواقعية رفعة وعلواً لهذه البلاد وأبنائها وكل مقيم ووافد إليها.. في نظرة مستقبلية ملؤها التفاؤل والحب والإخلاص والغيرة على هذا الوطن وأهله.
وها هو يعود إلى هذه الجامعة المباركة وبعد فترة قصيرة مجدداً ليرعى مناسبتين مهمتين إحداهما بعنوان (الأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة) التي تنظمها الجمعية العلمية السعودية للاجتماع والخدمة الاجتماعية ويرأسها فخرياً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وتشرف عليها الجامعة، كما يرعى ملتقى (آفاق التعاون بين أقسام الأنظمة في المملكة) الذي ينظمه المعهد العالي للقضاء التابع للجامعة أيضاً.. ولاشك أن في هذا أعظم دلالة على أن الجامعة وكافة وحداتها التعليمية ومنسوبيها تعيش في قلب سموه الكبير الذي يتسع لها ولغيرها.. فهي دائماً وأبداً معه في روحه ووجدانه وتمثل هاجساً خيّراً له يرعاها بمتابعاته وتوجيهاته وحضوره لمناسباتها رغم مشاغله وأعماله الكبيرة والكثيرة..
فكم نحن منسوبي هذه الجامعة من مسؤولين وأعضاء هيئة تدريس وطلاب عطشى لتوجيهاته، وتواصل دعمه وبخاصة في مجال الدراسات والبحث العلمي، وكذا القائمون عليه..
وما هذه الرعاية الكريمة من لدن سموه الكريم لهاتين المناسبتين العلميتين إلا امتداد لدعم سموه الكريم للجامعة ومنسوبيها.. لاسيما وهما من أهم ما يعنى بهما في مجال الخدمة الاجتماعية والقضاء إلا أكبر دليل على ما نقول لارتباطهما الوثيق في أمننا الوطني واستقرارنا، إذ إهمالها أو التقصير في أي منهما يعد إخلالاً بالأمن وخرقاً له، ومنعطفاً خطيراً قد يضعنا في نفق مظلم.. فهما أولى ما تعقد من أجله الندوات والمؤتمرات والملتقيات، وتقدم فيهما البحوث والدراسات.. وتنشأ من أجلهما الجمعيات والهيئات, فالأسرة أساس بناء المجتمع واستقراره، بصلاحها يصلح المجتمع ويطمئن، وبفسادها يفسد وينهار.
ومثل ذلك القضاء الذي هو أمر مهم من أمور الدين، ومصلحة من مصالح المسلمين تجب العناية به، لحاجة الناس الماسة إليه، فرغم كل الأحداث والمتغيرات العربية والإسلامية والعالمية التي هبت رياحها على العالم أجمع بقيت المملكة ثابتة راسخة في نظامها القضائي ودستورها المستمد من الكتاب والسنة مما أضفى ذلك عليها بعد - حفظ الله- وعونه أمناً وطمأنينة واستقراراً غدت فيه مضرب المثل.
ومن ثم كان من المناسب أن يستفيد الآخرون من هذه التجربة الفذة الفريدة في تطبيق هذا النظام، لاسيما بعد ما طرأ على المعهد العالي للقضاء من تطوير وتحديث لمناهجه ومقرراته.
هذه هي القيادة، وهذا هو اهتمامها متابعة دائمة، ودعم مستمر، وعمل دؤوب متواصل وحضور غير منقطع وتخطيط للمستقبل وبناء للإنسان ورقي وتقدم وتنمية شاملة للوطن والمواطن.
حفظ الله على هذه البلاد أمنها وقادتها وولاة أمرها وعلماءها والمخلصين من رجالها وجنودها.. والحمد لله أولاً وآخراً.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
د . أحمد الدريويش - مستشار مدير الجامعة