الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإنه مما يثلجُ الصدور ويسرُ النفوس أن تتشرف الجامعة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية وأمين الأمن في بلادنا، الرجل الذي يسهر على راحة وأمن المواطنين على أرض هذا الوطن الطاهر، بلاد الحرمين الشريفين، ومهوى أفئدة المسلمين ومسرى الرسول الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين وأرض الرسالة العظيمة، رسالة السلام والإسلام، لمناسبتين هامتين إحداهما تُعنَى بالأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة التي صاحبت هذا التطور الهائل في العالم أجمع وأثره على الأسرة السعودية وعلى أفرادها وعلى سلوكياتهم والظواهر الناتجة عن ذلك، ووضعها تحت المجهر ودراستها دراسة وافية شافية، تساعد على إيجاد الآليات الإيجابية اللازمة لمساعدة الأُسرة على الأخذ بأسباب التطور في غير معزل عما يحدث في العالم من تقدم مع الحفاظ على الأسس والمبادئ الإسلامية التي قامت عليها بلادنا المنطلقة من كتاب الله والسنة النبوية المطهرة، وإن هذه الرعاية لأكبر دليل على اهتمام نابع من حس أمني واعٍ لسموه الكريم ورؤية مدركة لمخاطر جمة تُحيط ببناء الأسرة في بلادنا، هذه الأسرة التي تعتبر النواة الأولى لتشكيل الشخصية الاعتبارية والنفسية لأبناء هذه البلاد.
وكذلك رعاية سموه الكريمة للملتقى العلمي لآفاق التعاون بين أقسام الأنظمة في المملكة العربية السعودية الذي ينظمه المعهد العالي للقضاء، وسيشارك في هاتين المناسبتين عدد كبير من الباحثين من داخل المملكة وخارجها، وإن ذلك ليؤكد على حرص ولاة الأمر - وفقهم الله ورعاهم وسدد على طريق الخير خطاهم - على الأخذ بكل ما من شأنه توجيه هذه الأمة المسلمة صاحبة الرسالة السماوية العظيمة الوجهة الصحيحة الأصيلة الممتزجة بمبادئنا وثوابتنا مع الأخذ بسبيل التطور والنماء والازدهار في جميع المجالات الإنسانية المعاصرة مع المحافظة على الشخصية المسلمة المتميزة، للوصول بهذا المركب إلى بر الأمان، ومساعدة أبنائه على تجاوز العقبات، وإطلاق العقول في مسارات الابتكار والإبداع، والقيام بالمهمة العظيمة التي أسندها الله عز وجل للإنسان لإعمار هذه الأرض في بيئة صحية صحيحة، وعقيدة صافية، وإدارة سليمة، وتخطيط واعٍ، وتلمُّس لاحتياجات المجتمع.
وإن تشريف صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز للجامعة وحرصه ورعايته للمناسبات والمناشط المتعددة والمتلاحقة التي نظمتها الجامعة وأُقيمت في رحابها خلال هذه الفترة القصيرة لدليل واضح وناصع على دعم سموه غير المحدود لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية واهتمامه - وفقه الله - بمتابعة مسيرتها ودعم المسئولين فيها بما من شأنه إنارة السبيل والسير على طريق الخير والهدى وتجاوز الأخطاء والمعوقات وتذليلها بما عُرف عن سموه من دماثة الأخلاق وهدوء وحكمة وروية في التعامل مع الأمور وما وهبه الله من رؤية واسعة بعيدة وخلاقة وحصيفة، وتجربة عميقة عركتها الأحداث، تنطلق من كونه أحد أبناء مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي حرص على أن يزرع في أبنائه حب الوطن والحفاظ على مكتسباته وحماية كيانه ورعاية المواطنين وتلمس احتياجاتهم والعمل على تيسير سبل عيشهم وتذليل ما يعترضهم من صعاب، فبارك الله في هذه البلاد وبارك في قادتها وأبنائها وحفظ لها دينها وأمنها وولاة أمرها إنه سميع مجيب.