Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/05/2008 G Issue 13008
السبت 05 جمادى الأول 1429   العدد  13008
نجاح متواصل
د. علي بن سليمان الوطبان

قال الله تعالى:

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (صدق الله العظيم)

وسط نجاح مستمر بفضل الله يأتي انعقاد ملتقى برنامج التدريب وتوطين الوظائف في دورته الثالثة والذي يحظى برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير القصيم رئيس مجلس إدارة برنامج الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للتدريب وتوطين الوظائف، مما يعطي دفعة قوية نحو تنفيذ استراتيجية الدولة بشكل واضح وفعال فيما يتعلق بإحداث تنمية حقيقية للموارد البشرية تتضمن خططًا للتوظيف بمشاركة القطاع الحكومي والقطاع الخاص.

ولا شك أن استراتيجية الدولة نحو توطين الوظائف وتوسيع دائرة فرص العمل تتطلب ضرورة نشر ثقافة العمل وتكاتف ليس فقط أولي الأمر، بل يجب أن يقف العلماء والكتاب ورجال الأعمال والمعنيون بقضايا العمل والتوظيف جنبا إلى جنب في سبيل تحقيق رفعة هذا الوطن.

ولنكن صرحاء مع أنفسنا في مواجهة أزمة البطالة، وكشف أسبابها الحقيقية وآثارها الخطيرة على مجتمعنا، والتعامل معها بمرونة واضحة من قبل القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، كما تفرض علينا تلك التحديات ضرورة محاسبة أنفسنا وتقييم خططنا، ورصد وتحليل مخرجات التعليم العام ودرجة جودتها وملاءمتها لسوق العمل، وأيضا تبيان مدى ما حققناه من المستهدفات التي وضعناها، وتقييم دور مختلف مؤسسات المجتمع خاصة مؤسسات التعليم والتأهيل والتدريب، في توطين التوظيف وتوسيع دائرة فرص العمل، ودرجة إيجابيتها وتناغم أدائها ضمن منظومة مجتمعية تبغي الوقوف على أرض صلبة تستطيع تجاوز هذه التحديات.

وقد لعب برنامج سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز للتدريب وتوطين الوظائف دورًا بارزًا وملموسًا ضمن جهود الدولة لدعم وتعزيز قطاع التدريب والتوظيف ومساندة الإجراءات التي تتبناها القطاعات المعنية بالتدريب والتوظيف، ورفع مستوى التكامل والتعاون بين مختلف القطاعات لتفعيل آليات التوظيف والسعودة.

مزيد من الجهد نحن في أمس الحاجة إليه لتطوير وتجويد عمليات التدريب، مع ضرورة استثمار قدرات الشباب في الدخول إلى سوق العمل، وضرورة خلق فرص عمل جديدة ونشر ثقافة العمل اجتماعيّا، وتأهيل الشباب، والتدريب على الحرف المفيدة ومنح حوافز ومكافآت للمتدربين، وتفعيل دور الشركات الخاصة، والتعليم، وزيادة نسبة السعودة بشكل متدرج، ووضع حوافز للشباب السعودي، والتوسع في مراكز التدريب المهني، والاهتمام بالتنشئة في البيت واحترام المهن، والتوعية الشاملة بأهمية ممارسة الانضباط واحترام العمل، وإنشاء مركز للمعلومات يبنى على معلومات صحيحة حول مشكلة البطالة، ووضع استراتيجيات وخطط محددة بجداول زمنية.

ويمكن القول إن أفضل استثمار في عالمنا الحالي هو ما يتعلق بالعنصر البشري ورفع مستوى مهاراته وقدراته، حتى باتت دول عديدة في العالم تشتهر بتصدير عناصرها البشرية للخارج بما يعود عليها بالنفع الكبير، بينما رضيت دول أخرى باستيراد كل شيء بما فيها العنصر البشري.

وما من شك في أن الاستثمار في البشر من تعليم وتدريب متميز بات حلا أكيدا ودواء ناجعا في مداواة تداعيات أزمة البطالة، وتجاوز آثارها الخطيرة على الفرد والأسرة والمجتمع، وإحداث نقلة نوعية تنقل بلادنا إلى مصاف البلدان المتقدمة.

ويبقي أخيرا أن أقول: إن ملتقى القصيم للتدريب وتوطين الوظائف خطوة على الطريق نحو تحقيق أهدافنا المنشودة وخدمة وطننا وشعبنا الحبيب، والعمل من أجل صناعة مستقبل أفضل لأبنائنا وللأجيال القادمة، متمنيا للسادة الحضور حسن المقام ومشاركة البناء، وداعين المولى عز وجل السداد والتوفيق.

المشرف العام على البرنامج



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد