Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/05/2008 G Issue 13008
السبت 05 جمادى الأول 1429   العدد  13008
لهيب الأسعار يزيد القلق الشعبي في الشرق الأوسط

القاهرة - د ب أ

دفع الارتفاع الفلكي الأخير في أسعار المواد الغذائية والعديد من السلع الأساسية في الأسواق العالمية ملايين البشر في منطقة الشرق الأوسط إلى دائرة الفقر مما أثار موجات من الاضرابات والاحتجاجات الشعبية. فالكثير من الدول العربية تعتمد على الاستيراد لتلبية احتياجاتها الغذائية وهو ما يجعل هذه الدول في (مهب الريح) العاتية التي تنطلق من الأسواق العالمية لتؤجج لهيب أسعار المواد الغذائية في الأسواق المحلية. ووفقاً لمؤشر أسعار الغذاء الذي تصدره مجلة إيكونومست البريطانية المتخصصة فإن أسعار المواد الغذائية شهدت خلال العامين الماضيين قفزات هائلة في الأسعار حيث زادت الأسعار بنسبة 75% خلال العام الماضي وحده.

ويقول عبد العزيز الغرير رئيس المجلس الوطني بالإمارات العربية المتحدة إن ثمة وعياً متزايداً في الدول العربية بخطورة عدم الاهتمام بالإنتاج الغذائي في المنطقة العربية. وأضاف الغرير في تصريحات خلال زيارته لمصر التي شهدت خلال الأيام الأخيرة أعمال عنف بسبب أزمة الغذاء أن هناك قراراً سياسياً بتشجيع الاستثمار في قطاع الزراعة.

وكانت مصر قد شهدت مقتل 11 شخصاً خلال الشهرين الماضيين بسبب مشاحنات في الطوابير الطويلة التي امتدت أمام المخابز للحصول على الخبز المدعم. وفي أوائل نيسان-أبريل الماضي شهدت مدينة المحلة الكبرى الصناعية شمال القاهرة مظاهرات عمالية للمطالبة بزيادة الأجور مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وفي 30 نيسان-أبريل الماضي أعلن الرئيس المصري حسني مبارك زيادة أجور العاملين في الدولة بنسبة 30% من الأجر الأساسي غير أنه لم تمر سوى أيام قليلة حتى وافق مجلس الشعب (البرلمان) على مطالب الحكومة بزيادة أسعار الوقود والسجائر وإلغاء إعفاء المدارس والجامعات الخاصة من الضرائب. وأدى قرار زيادة أسعار الوقود إلى احتجاجات واسعة في صفوف سائقي سيارات الأجرة. وقال سائق سيارة أجرة في إحدى محطات الوقود بالقاهرة إن (أسعار الغذاء زادت والآن زادت أسعار البنزين ولا يمكننا شراء ما نأكله ولا يمكن أن نعيش بهذه الصورة). وأضاف السائق أن (الحكومة تعتقد أن هذه الزيادة لن تؤثر إلا على الأغنياء ولكنها في الحقيقة تعاقب الفقراء المعدمين بزيادة أسعار البنزين).

وفي سوريا، تخشى الحكومة من اندلاع أعمال على غرار عنف الخبز في مصر وذلك بعد الزيادة الكبيرة في أسعار الوقود رغم زيادة الأجور بنسبة 25%. وكانت السلطات السورية قد زادت سعر البنزين في آذار- مارس الماضي بنسبة 11% في إطار خطتها لإلغاء دعم هذه السلعة. وقبل أيام قررت الحكومة زيادة سعر البنزين بنسبة 250% دفعة واحدة متزامنة مع الإعلان عن زيادة الأجور بنسبة 25%. وظهرت بالفعل طوابير خبز في العديد من المدن السورية رغم تأكيدات الحكومة بأن أسعار الخبز لن تشهد أي تغيير. أما في دول الخليج الغنية بالنفط تبدو تفاصيل المشهد مختلفة قليلاً. فمعدل التضخم في السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ارتفع من صفر في المئة على مدى سنوات إلى 9.6% في آذار-مارس الماضي. وقادت أسعار المواد الغذائية وإيجارات المساكن في دول الخليج معدلات التضخم إلى الارتفاع لمستويات قياسية. واكتوى بلهيب الأسعار في دول الخليج أغلبية مواطنيها وكذلك مئات الآلاف من العمال الأجانب الذين فروا من الفقر في بلادهم ليجدوه في انتظارهم في البلاد البعيدة. غير أن مثار الخوف الحقيقي هو ما يحذر منه الجميع من أن الأسوأ في قضية الغذاء ليس على الصعيد العربي فحسب وإنما على الصعيد العالمي أيضاً لم يأت بعد.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد