لندن - (رويترز)
تجاوز سعر الخام الأمريكي الخفيف 125 دولارا للبرميل للمرة الأولى أمس الجمعة يدعمه الطلب القوي على وقود الديزل ومخاوف بشأن الإمدادات وتجدد إقبال صناديق الاستثمار على الشراء، وسجل الخام الأمريكي أعلى مستوى له عند 125.10 دولار للبرميل.. وفي الساعة 1024 بتوقيت جرينتش بلغ السعر 124.97 دولار للبرميل بارتفاع 1.28 دولار عن سعر الإغلاق السابق. وقال مصدر بمنظمة أوبك أمس إن المنظمة قد تجري مشاورات بشأن ما إذا كان من الضروري زيادة الإنتاج قبل الاجتماع التالي المقرر للمنظمة في سبتمبر المقبل إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع.
وهو التعليق الأول منذ شهور الذي يحيد عن موقف منظمة البلدان المصدرة للبترول بأن ارتفاع النفط إلى مستوى قياسي قرب 125 دولارا للبرميل يرجع إلى عوامل غير العرض والطلب وليس إلى وجود نقص في المعروض.وقال المصدر (إذا ظلت أسعار النفط ترتفع فقد تتشاور أوبك بشأن زيادة في الإنتاج قبل أن تجتمع في سبتمبر).. وأضاف (في رأيي أي زيادة يجب أن تكون أكبر من 500 ألف برميل يوميا حتى يكون لها تأثير في السعر)، ويصر وزراء ومسؤولون من أوبك في تصريحات علنية على أن الإمدادات كافية رغم ضغوط من الولايات المتحدة وكبرى الدول المستهلكة الأخرى لزيادة الإمدادات من أجل خفض الأسعار، وقال عبد الله البدري الأمين العام لأوبك في بيان أمس الأول إن المنظمة مستعدة لزيادة الإمدادات إذا دعت الحاجة من أجل مواكبة الطلب.
وكانت أوبك التي تضخ خمسي إنتاج العالم من النفط قد رفعت الإنتاج 500 ألف برميل يوميا خلال اجتماع في سبتمبر - أيلول لكنها رفضت مناشدات المستهلكين لتقديم المزيد في اجتماعات ديسمبر - كانون الأول وفبراير شباط ومارس - آذار. وتعقد أوبك اجتماعها المقرر التالي للبت في سياسة الإنتاج يوم التاسع من سبتمبر - أيلول بمقر الأمانة العامة للمنظمة في فيينا.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس الخميس عن وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري قوله: إن من الممكن أن يصل سعر النفط إلى 200 دولار للبرميل إذا ظلت الظروف الحالية قائمة في الأسواق.
وقال نوذري للوكالة: (إذا استمرت الظروف الحالية فإن بلوغ فترة يتم فيها توريد النفط بسعر 200 دولار للبرميل ليس بعيداً). وأضاف أن أسباب ارتفاع أسعار النفط الذي سجل مستوى قياسياً هذا الأسبوع تجاوز 123 دولاراً للبرميل هي ضعف الدولار الأمريكي والمخاوف بشأن الإمدادات من نيجيريا. وتقول منظمة أوبك التي تمد العالم بنحو 40 في المئة من احتياجاته النفطية: إن عوامل أخرى غير العرض والطلب هي السبب في ارتفاع السعر إلى مستويات قياسية.
وقال نوذري: (في الواقع فإن الدولار الأمريكي انخفض... ويرتبط سبب آخر بالمشاكل في إنتاج نيجيريا من الخام).
وأدى شح إمدادات الكهرباء في الصين وجنوب إفريقيا وتشيلي والأرجنتين وأجزاء من الشرق الأوسط إلى طفرة عالمية في الطلب على وقود الديزل لاستخدامه في المولدات وهو ما يضاف إلى الطلب القوي عليه للاستخدام في السيارات وسائر أنواع المركبات في أوروبا. لكن تأثير تراجع المخزونات الأمريكية خففته زيادات أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام والبنزين. وقال تاتسو كاجياما المحلل في كانيتسو اسيت مانجمنت: (ما نراه اليوم هو تصحيح نزولي حيث تشعر السوق أن السعر الذي بلغته في وقت سابق كان أعلى من اللازم لمجرد تراجع مخزونات نواتج التقطير).
ومما أثر على النفط تراجع اليورو إلى أدنى مستوى في شهرين أمام الدولار حيث أثار انخفاض حاد في مبيعات التجزئة في منطقة اليورو المخاوف بشأن المخاطر النزولية على اقتصاد المنطقة.