جاء في القرآن الكريم: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) وهكذا يرشدنا الله سبحانه وتعالى من خلال سرده قصة (يوسف) عليه السلام كيفية التعامل مع الأزمات المتوقعة، وأهمية الخزن الإستراتيجي في مواجهة نقص الغذاء.
أزمة التضخم العالمي، ونقص الغذاء باتت تسيطر على عقول الشعوب، وساستهم. هل العالم مقبل على مرحلة يكون فيها الغذاء شحيحا؟.
ربما، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) وهل هناك أكثر كفراً من تحويل المنتجات الزراعية إلى وقود حيوي، وإتلاف الفائض منها، ومنع المزارعين من زراعة أراضيهم مقابل عوض مالي، أو ضغط سياسي كما يفعل الغربيون!!.
إنه العبث بغذاء العالم، وكفر بنعم الخالق، وتجاهل لحاجات الفقراء.
العبث بغذاء العالم، وتجويع الشعوب يتطلب من الدول المتضررة توفير البدائل المناسبة، ووضع الخطط الإستراتيجية لضمان توفير حاجاتها الأساسية وفق إمكاناتها المتاحة.
تعزيز الأمن الغذائي، خزن المواد، التوسع في الاستثمارات الزراعية، الحيوانية، والسمكية في الخارج، ترشيد الاستهلاك، ودعم الإنتاج المحلي والترتيبات الأخرى تؤسس القاعدة الصلبة لحماية أمننا الغذائي ومواجهة التضخم العالمي ونقص الإمدادات التموينية.
قرارات مجلس الوزراء الموقر جاءت لتضع الأسس الكفيلة بحماية الوطن والمواطن من المتغيرات الطارئة التي تؤثر في حياتهم المعيشية، وأمنهم الغذائي.
أعتقد أننا ما زلنا في بداية أزمة الغذاء العالمية، ومن الحكمة التعامل معها وفق إستراتيجيات علمية منضبطة كتلك التي أعلن عنها مجلس الوزراء؛ تلك الإستراتيجية التي وضعها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز ضمن أولوياتهما واهتماماتهما الدائمة تؤكد حرصهما على حماية المواطنين من تبعات الأزمات العالمية، والتخفيف عنهم، وإيجاد الحلول الناجعة لقضاياهم المصيرية؛ وتهدف أيضاً إلى ضمان الاستقرار على اعتبار أن الماء والغذاء يأتيان في مقدمة العناصر الأساسية المحققة للأمن الوطني.
عندما تأتي ترتيبات الخزن الإستراتيجي، الاستثمار الزراعي، وتحديد الحاجات التموينية الأساسية من قمة الهرم السياسي والتنفيذي فهي مدعاة لطمأنينة الشعب، وباعث للوزراء على تحمل مسؤولياتهم لإنفاذ الترتيبات الكفيلة بتحقيق متطلبات الأمن الغذائي دون إبطاء أو تفريط.
f.albuainain@hotmail.com