عاد السوق السعودي في الأسبوع الماضي ليخسر كامل مكاسبه التي تمَّ تسجيلها مؤخراً، وذلك بعد أن تراجع المؤشر العام بواقع 3% وهي ما تعادل خسارة 295 نقطة مقارنة بمستويات الافتتاح الأسبوعية عند مستوى 10.066، وشهد الأسبوع الماضي انخفاضاً في قيم وأحجام التداول حيث تجاوزت قيمة التداول 42.9 مليار ريال وحجم أسهم متداولة تجاوزت 992 مليون سهم تمَّ تنفيذ هذه الأحجام والقيم بعدد صفقات منفذة في السوق بلغت 896.878 صفقة.. وكان أعلى مستوى أسبوعي حققه السوق يوم السبت الماضي عندما لامس المؤشر العام مستوى 10.121 نقطة.. وأيضاً كان الإغلاق في جلسة السبت الماضي هو الإغلاق الأعلى على مدار الأسبوع عند مستوى 10.057 نقطة ولامس المؤشر العام أدنى مستوياته الأسبوعية بعد أن سجل مستوى 9.692 نقطة كأدنى نقطة أسبوعية في جلسة الأربعاء الماضي.. وشهد الأربعاء أدنى إغلاق أسبوعي عند مستوى 9.771.. وبهذا يكون السوق قد تذبذب في مدى 429 نقطة، وبالنظر إلى أداء الشركات المدرجة في السوق فقد سجلت أسهم 26 شركة ارتفاعاً في تداولات الأسبوع الماضي.. وكانت شركة صافولا الأكثر ارتفاعاً بعد أن سجلت مكاسب بما يعادل 15%.. وقد سجلت أسهم 86 شركة تراجعات في تداولات الأسبوع الماضي.. وكانت شركة أنعام الأكثر انخفاضاً بعد أن تراجعت بنسبة 20%.. وشهد الأسبوع الماضي حيرة كبيرة في مجريات التداول كانت واضحة من خلال استمرار المؤشر بالإغلاق على مستويات متقاربة طيلة جلسات الأسبوع وحتى جلسة الثلاثاء التي تغيَّر فيها نمط الحيرة هذا إلى تراجع سريع أفقد المؤشر العام 103 نقاط في تلك الجلسة.. واستمر الانخفاض في جلسة الأربعاء حيث خسر المؤشر العام ما يزيد عن 200 نقطة في تلك الجلسة.. وكان الإغلاق الأسبوعي الأدنى الأسبوع الماضي.. وعن جني الأرباح الذي حدث في آخر نصف ساعة من جلسة الثلاثاء وجلسة الأربعاء كاملة انعكس على نفسيات المتعاملين في السوق فقد استطاع هذا الانخفاض أن يغير من النظرة الإيجابية للمتعاملين عن السوق إلى تشاؤم كبير كان واضحاً من خلال المواضيع التي كتبها المتعاملون عبر المنتديات الاقتصادية المنتشرة في الإنترنت.. ويُعتقد أن لهذه المنتديات والمواضيع المطروحة تأثيراً نفسياً سلبياً كبيراً على نفسيات المتعاملين.. وأيضاً هو تأثير نفسي كبير أقرب للمبالغة من الواقعية خصوصاً إذا علمنا أن تلك المنتديات الآن غالبيتها وليس الكل تحتوي على أسماء مستعارة تزعم الخبرة والقدرة على توجه السوق.. وهذا له تأثير نفسي على السوق ورواده أيضاً.. لأننا نعلم أن عدداً كبيراً من المتعاملين يذهب ويستقي معلومات السوق وتوجهاته من تلك المواقع وكيف يستسقي الإنسان معلوماته من موقع عدد مشتركيه بالآلاف.. و80% من هؤلاء المشتركين يزعم الخبرة والقدرة على معرفة السوق وتوجهاته.. وأكاد أجزم أن غالبيتهم لم يكونوا متعاملين في السوق قبل شهر مايو من العام 2005 الذي شهد بداية الانطلاقة القوية للسوق وحتى انهياره في فبراير 2006، ومن جهة أخرى ما زال التضخم في المملكة يزداد حتى بلغ في آخر إعلان لمؤسسة النقد العربي السعودي مستوى 10% وهو مستوى قياسي يسجله السوق.. ولعل التضخم أصبح مسألة عالمية اجتاحت الغالبية العظمى من الدول وخصوصاً الناشئة والنامية التي تشهد نمواً اقتصادياً.. لكن كما نعلم أن التضخم له أثر سلبي على العوائد الاستثمارية، وذلك من خلال تقييم القيمة الحقيقية للريال والعائد الموزع على الشركات المدرجة في السوق.. وفي ظل انخفاض قيمة العائد على الودائع البنكية يتوقع أن تحاول السيولة إيجاد هذا الفارق بين الريال وقيمته الحقيقية من خلال الاستثمار أو المضاربة في أسواق المال خصوصا إذا علمنا أن التضخم اجتاح العالم ولم يقتصر على السعودية أو منطقة الخليج.
قراءة في الأداء الأسبوعي للسوق (Weakly)
منذ افتتاح السوق السعودي تداولات الأسبوع الماضي كانت الحيرة في توجه السوق واضحة، وذلك من خلال مجريات التداول وقيمها وأحجامها كذلك خصوصاً بعد أن بدأ قطاع المصارف والخدمات المالية التخلي عن دعم المؤشر العام في ظل سلبية الأداء لسهم سابك وهو القيادي الأكبر في السوق.. وكان المؤشر طيلة جلسات تداول الأسبوع متماسكاً أعلى من مستوى 10.000 نقطة حتى نهاية جلسة تداول الثلاثاء الماضي التي فقد فيها المؤشر العام التماسك أعلى من مستوى 10 آلاف نقطة وأغلق في تلك الجلسة عند مستوى 9.926 نقطة واستمر الانخفاض في جلسة الأربعاء ليغلق المؤشر عند مستوى 9.771 كمستوى إغلاق ليوم الأربعاء، وكذلك كمستوى إغلاق أسبوعي للسوق.. وتظل توقعات التداول للأسبوع الحالي مشوشة في ظل السلبية التي بدت على التداولات اليومية وفي آخر جلستي تداول أسبوعية أن السوق وعلى المدى الأسبوعي ما زال يحافظ على مساره الصاعد وهذه إشارة إيجابية تبعد كثيراً من التخوف والارتباك الذي حدث في السوق.. وأيضاً ما زالت المؤشرات الفنية تشير إلى استمرار أو العودة إلى الإيجابية في الأداء العام لمؤشر السوق وبإغلاق السوق عند مستواه الحالي يكون قريباً من مستوى دعم مسار فرعي له من المسار الصاعد عند مستوى 9.650 نقطة وهو مستوى دعم جيد ويمثل قمة سابقة كانت تشكل مقاومة للمؤشر العام وأصبحت تدعم أداء السوق الآن.. لكن في حال استمرار موجة الهلع التي طغت في يومين على إيجابية أسابيع ماضية فيتوقع أن يعود السوق لاختبار مستوى دعمه الثاني وهو دعم أفقي يقع عند مستوى 9.500 نقطة.. يلي هذا الدعم مستوى دعم المسار الصاعد الرئيس والواقع عند مستوى 9.330 نقاط.. وإذا استطاع السوق الحفاظ على مستوى دعمه الأسبوعي الأول مع مطلع تداولات الأسبوع والإغلاق أعلى منه في جلسة السبت.. فمن المتوقع أن يعاود السوق إيجابيته ويذهب لاختبار أول مستوى مقاومة أسبوعي للسوق والواقع عند مستوى 9.900 نقطة، وهو مستوى دعم أفقي تتوجب مراقبته خلال تداولات الأسبوع الحالي.. يليه مستوى المقاومة الأهم الذي يُعتبر الإغلاق أعلى منه إشارة إيجابية تساهم في دفع السوق في محاولة لاختراق مستوى القمة السابق عند 10.388 نقطة والتي باختراقها تسهّل على المؤشر توجهه نحو مستوى 11.000 نقطة وتقع هذه المقاومة عند مستوى 10.086 نقطة.. وبالنظر لبعض المؤشرات الفنية على المدى الأسبوعي فيتضح أن مؤشر الماكدي بعد تقاطعه السلبي الماضي وفي بداية شهر فبراير الماضي عاد مؤشر الماكدي ليتجه للإيجاب وبدأ الانفراج بين متوسطات هذا المؤشر بالانحسار.. وينتظر أن تتم التقاطعات بين متوسطات هذا المؤشر ومتى ما تمَّ التقاطع خلال تداولات الأسبوع الحالي فهو إشارة لعودة السوق إلى الأداء الإيجابي.. ومن جهة أخرى ما زال مؤشر العشوائية يحافظ على اتجاهه الإيجابي بعد نهاية تداولات الأسبوع الماضي إلا أن بعض المؤشرات توجهت للسلب متأثرة بالانخفاض الذي حدث في آخر جلستي تداول في السوق.
قراءة في الأداء اليومي للسوق (Daily)
***
أخذ المؤشر والسوق في الأيام الماضية مساراً صاعداً فرعياً داخل المسار الصاعد الرئيس للسوق إلا أن المؤشر فشل في اختراق مستوى 10.121 نقطة التي كانت تمثل مقاومة كسرها يعني استهداف مستوى القمة عند 10.388 نقطة.. وظل السوق في مسار أفقي في إشارة إلى الحيرة أو إلى ترك بعض المحافظ مراكزها داخل السوق وانخفض السوق في جلسة الثلاثاء وكذلك استمر الانخفاض في جلسة تداول الأربعاء حتى عاد المؤشر العام في آخر الجلسة ليرتد من مستوى دعم المتوسط المتحرك الموزون 100 يوم عند مستوى 9.670 نقطة والذي يقع قريباً عند مستوى الدعم الأفقي.. وأيضاً استطاع المؤشر العودة والإغلاق أعلى من مستوى المتوسط المتحرك الموزون 50 يوماً والواقع عند مستوى 9.737 نقطة.. ومن المتوقع مع مطلع تداولات الأسبوع أن يعاود المؤشر العام ملامسة مستويات المتوسطات المتحركة.. ففي حال استطاع المؤشر الثبات أعلى منها والإغلاق في جلسة السبت فستكون إشارة إيجابية للسوق.. لكن يظل السوق أيضاً أمام مناطق دعم يقع أولها عند مستوى 9.660 نقطة.. يليها مستوى الدعم الثاني والواقع عند مستوى 9.625 نقطة، وهي مستويات دعم يومية للمؤشر العام فقدانها والإغلاق أدنى منها يرشح استمرار الهبوط لملامسة مستويات
***
الدعم الأسبوعية والمذكورة سابقاً إلا أنه وفي حال محافظة السوق على مناطق الدعم هذه يتوقع أن يعود للإيجابية من جديد ويتوجه المؤشر العام لاختبار مستوى المقاومة الأول على المدى اليومي والواقع عند مستوى 9.823 نقطة يليه مستوى المقاومة الثانية للمؤشر العام والواقع عند مستوى 9.932 نقطة.. ومن المتوقع أن ينجح السوق بالثبات أعلى من مستوى المقاومة هذه مع منتصف تداولات الأسبوع ليذهب بعدها في محاولات لكسر مستويات المقاومة الأسبوعية التي سبق ذكرها.
(*) محلل أوراق مالية عضو جمعية الاقتصاد السعودية
Thamerfalsaeed@Gmail.com