العار من جديد يكلل العرب، جميع العرب، ليس فقط هم اللبنانيون الذين أصبحوا في قبضة إيران.. ولا نقول حزب الله، فحزب الله أداة مثلما كانت حماس أداة لتسليم غزة لإيران، ومثلما كانت الأحزاب الشيعية الطائفية في العراق التي رهنت العراق كل العراق لأطماع وخطط إيران.
العار يكلل العرب لأنهم ببساطة سكتوا على كل تجاوزات وتدخلات إيران في الشؤون الداخلية العربية، الدول العربية سكتت عن تجاوزات إيران في العراق، ثم في التفرقة بين الفلسطينيين ودعم القوى المتطرفة ومدهم بالأسلحة والأموال وخبراء التدريب، بل وجلب عناصر منهم للتدريب في إيران حتى صنعوا (جيشاً) من مليشيات حركة حماس التي تحولت إلى جيش حقيقي تحت مسمى القوة التنفيذية التي نفذت (انقلاباً) في غزة وسَّع مساحة الفوضى في المنطقة العربية خدمةً لمخططات إيران التي وجدت من ينفذ إستراتيجيتها بتحويل الأراضي العربية إلى ساحة مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتحويل الأرض العربية إلى درع لحماية النظام الإيراني.
ومنذ يوم أمس اتسعت مساحة الدرع العربي المدافع عن نظام طهران فبعد أن كان نفوذ حزب الله محصوراً في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، جاء خطاب حسن نصر الله بمثابة (الشفرة) لينطلق مسلحو حزب الله لاحتلال بيروت وخاصة بيروت الغربية حيث تتركز الأكثرية السنية، فقد سيطر مسلحو الحزب على كورنيش المزرعة، وطريق الجديدة، وحاصروا سراي الحكومة، ومنازل قادة الأغلبية وخاصة منزل سعد الحريري في قويطم ومنزل وليد جنبلاط في كليمنصو، فيما نُهبت وحُرقت منازل نواب ووزراء آخرين كمنزل الوزير أحمد فتفت ومنزل عضو مجلس الإفتاء الشيخ خلدون الدامر.
إعلان الحرب على بيروت واحتلالها من قِبل حزب الله يعيد (فعلة) حماس في غزة، وهو أسلوب يظهر تطابق أفعال صُنعت في (مطبخ واحد)، فالهدف تكامل الخطوات لإنجاز هدف واحد، فالذين خططوا لخطف غزة، نجحوا (حتى الآن) لخطف بيروت التي عادت شوارعها تستقبل الصواريخ والقذائف، ولكن هذه المرة ليس من الجيش الإسرائيلي.. بل من الجيش الإيراني تحت مسمى حزب الله..!
jaser@al-jazirah.com.sa