Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/05/2008 G Issue 13008
السبت 05 جمادى الأول 1429   العدد  13008
رقص الأقحوانة
رسالة الفن
محمد يحيى القحطاني

في حديثهِ يوم الجمعة قبل الماضية لبرنامج العرّاب (سخِرَ) الفنان جورج وسوف من سؤال نيشان لهُ عن رسالة الفن، وهو الشيءُ الذي جعلني أشاطرهُ السخرية مما يردده البعض عن رسالة الفن في يومنا هذا أو الحديث عنها بسياسة (مفرطة) في الكذب.

سخرية جورج وسوف كانت على ما يجري حالياً وربطها بالرسالة التي يقدمها الفن حتى وصلنا إلى ما وصلنا له من انحطاط ربما لم يمر على تاريخ السَّاحة الفنية منذ عشرات السنين.

ليسمَح لي جورج وسوف الذي تحدث بتلقائية لم يشاطره فيها حالياً أحد أن أُكمل سخريته هنا وأرمي شيئاً من الحجارة في مياه بعض المستنقعات الفنية (الآسنة).

ليسمَح لي جورج وسوف والسادة القراء بأننا تحوّلنا إلى ملهىً ليلي يُشرّع أبوابه طوال ساعات اليوم لأكوامٍ من اللحم تتكدس على أرفف المحالّ وبين صفحات المجلات وبطون الشاشات الفضائية.

ليسمَح لي الجميعُ أن الساحة الفنية بها من الطعون ما الله به عليم وبها من الضرَّب من الخلف مالا يصدقهُ عقلٍ ومن الخُبثِ والغيبة والنميمة ما يَقطَعُ المَطَر.

ما يفعلهُ (سوادُ) المنتمينَ للساحةِ الفنيّة لا يمتُ لرسالةِ الفن السَّامية بأدنى صلة.

ولستُ هنا متجاهلاً لحالاتٍ مضيئة وَسَطَ هذه العَتْمة والغُبار المتناثر من الأجساد المُتراقصة وفترات القصف المستمرة ليل نهار، بل إن هناكَ من يفخرُ بهم الفن وتسمو بهم رسالة الفن بمعناها الحقيقي.

وقبلَ أن أنسى ما يدورُ في ذهني فإنَّ الصحافة الفنية لها دورٌ كبير في وصول هذه الرسالة إلى مرحلة (الحضيض) خاصةً من صحفيي التواصل المجاني للأحاديث وتضخيمها والفراغ الكبير الذي يعيشهُ البعض من تشويه لسُمعة بعض زملائهم أو الفنانين الذين على خلافٍ معهم وحشرُ أُنوفهم في قضايا شخصية لا تعنيهم والكذبُ والافتراء وتأليبُ هذا على ذاك.

اسمح لي يا جورج أن أكتبَ غيضاً من فيض المأساة الدائرة رَحَاها بيننا ولعلَّك قُلتَ وسخرتَ مما جرى حولكَ خلال مسيرتكَ الفنية وطريقكَ الذي ملأه من حولِكَ بالشوكِ مثلما ملأوا طرق الآخرين.

اليوم لم ألبس نظارةً سوداء كما يعتقدني البعض ولكنني أخذتكم معي في جولة قصيرةً وسريعة بحسب المتاح في ضوابط النشَّر لأكتب لكم ما يجري بالعموم ولأنَّ ما أخفيه هو الأدهى فإنَّ فمي ما زال فيه ماء.



fm248@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 796 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد