لو لم يقم رجال الخير الموسرون ببناء المساجد والجوامع لبقينا نصلي في بيوت متواضعة ما تزال شواهدها شاخصة في بعض المصليات القديمة؛ فبنى الله لمن أنفق بيتاً في الجنة.
** اكتفينا أو نكاد، ولعل وزارة الأوقاف محظية أَنْ لم تجد أمامها معضلات (المباني) كما هي أمام إشكالات انتظام المؤذنين والتزام الأئمة واهتمام الخُطباء ونوعيّة الخطب والدروس والمواعظ ومشكلات الخدمات ومكبرات الصوت وجمع التبرعات والأوقاف وما في حكمها.
** لم تنل هذه الحَظْوة وزاراتُ التربية والصحة والشؤون الاجتماعية التي تشكو من نقص وسوء المباني والخدمات، فلا الميزانية تفي و(علم قصورها عند وزيرها)، ولا الأثرياء معنيون ببناء مدارسَ ومستوصفات ومراكز وجمعيات.
** لدينا مبادرات رائدة في هذا المجال (العليان، الجهيمان، التميمي، الجفالي، النعيم وغيرهم)، لكنها لا تقارن بحجم الإنفاق الخيري على دور العبادة التي قد يؤدي تزايدها إلى تشتيت جماعة الحي، ولو غادر الوافدون (وسيغادرون يوماً) فربما تتضاءل الحاجة إلى ما خلف الصف الأول.
** القضية تحتاجُ إلى رأي حاسم من الهيئات الشرعية حول مجالات الإنفاق الخيري وهل يتفاوت ثوابها؛ فالوضع الصحي والتعليمي والاجتماعي يدعو إلى التأمل مثلما التدخل، وليجربْ من لا تمنحه الواسطة والوجاهة والمال حقَّه في سرير وكرسي وخدمة، وسيرى العجب ويلاقي التعب.
* للخير وجوه.
Ibrturkia@hotmail.com