سنوات عبرت على شواطئ أعمارنا.. مضت كل سنة ممسكة بذيل الأخرى فقدنا خلالها أناسا هم لنا جوهرة قلوبنا.. وكسبنا أناساً.. (بإذن الله).
هم ضوء دروبنا.. ولكن يبقى العشق واحداً مهما اختلفت جنسياتنا وقبائلنا وأفكارنا..
لله درك أيتها الجزيرة.. عشقناك منذ نعومة أظافرنا.. وها نحن ننضج فكرياً خلف زواياك وبين سطور أحرفك.
جزيرتي العزيزة..
كلانا نشدك بحلم واحد.. وحب واحد.. لكنك أفضل مني بكثير.. أنتيأكثر وفاء مني للقلم.. (أدام الله سنوات عمرك) فقد مضت سنوات عجاف لا أقول بردت رغبتي ولكن قلت همتي.. حملنا مسؤوليات أكبر من أعمارنا.. لذلك هجرت قلمي وأوراقي.. كتبي ومكتبتي.. بعد تلك السنوات رجعت وأنا أحمل هموم هذا المجتمع ويبدو لي بأن كتب عليَّ حمل هموم من حولي ولأصدقكم القول بأنه يطيب لي حملها لا أعلم ما هي اللذة الموجودة فيها غير أنني أجد في نفسي مسؤولية عظما تجاه ما أواجهه في حياتي.. اليوم أخذتني موجة جديدة رمتني على شواطئك أبحث بها عن متنفس لديك.. ليشاركني بها إخوتي.
عزيزي (آدم)
حديثي اليوم هو أنت.. لك ولحواء.. ولإحباطي وهزائمي كامرأة.. ورغباتي وطموحي كفتاة.. لثورتي وسكوني.. لهدوئي وخجلي.. لسنوات عبرت اختلطت بها الدموع مع الفرح.. سنوات عبرت انكشفت لي أسرار حواء تجاهك يا آدم.. خيانة زوجية برود أسري.. ملل عاطفي.. حب قتل تحت عجلات الزمن وانتهى كل تلك المتناقضات كان فارسها أنت.. والضحية سجال ما بينك وبينها وفي كل قصة وحادثة كنت أقتحم رغم أنفي في تلك الأسرار الأسرية والأنثوية بات الحديث عنك.. ولك.. ومنك وفي كل لحظة كنت أفكر في قرارة نفسي.. من الجدير بإمساك زمام الأمور؟؟ وكان الجواب وفي كل مرة.. أنت!! لذلك أردت أن أخاطب عقلك قبل عاطفتك أردت أن أبدأ بك لأن {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء}.
خيانة زوجية
كثيرة هي مطالب حياتنا.. متعبة جداً رغباتنا.. إعصار من الروتين القاتل بدأ يجتاح منازلنا غياب التعقل بدأ جلياً في تصرفاتنا.. وبين هذه وتلك باردة مشاعرنا جامدة لا تكاد تتحرك لمن حولنا ولمن هم أقرب الناس لنا ضاعت ما نسميه.. بالسكينة البيتوتية.
في زماننا قلما نجد رجلاً حافظاً بيته قد أصبح له زوجة.. وصديقة (إلا من رحمه الله) باتت عواطفنا تظهر خارج أسوار منازلنا فهم من حولنا انعزل عن إدراك عقولنا وكل ذلك لماذا في نظرك؟!!
أنا أخبرك.. من السخف أن يعيش زوجان في منزل واحد لا يربطهم ببعضهم البعض غير الأطفال. حتى الأطفال أصبحوا في الغالب لا يشكلون أية أهمية سواء للرجل أو المرأة.. عنف أسري أصبح يتسلل لأفكارنا.. تراه يضربها.. يشتمها.. يبخل عليها ماديا وعاطفيا.. ورغم ذلك يريدها عاشقة له محبة لعالمه متيمة بقوة عضلاته.. لا أعلم هل هي مشكلة نفسية في داخله لإثبات الذات؟ أم هي عادة مكتسبة من بيئة معينة عاش وترعرع فيها.. وترى حاله خارج منزله.. شخصية هادئة.. متحدث لبق دون جوان.. عصره.. فلتته زمانه.. يحب تلك ويقدم الهدايا لتلك.. شاعري مع هذه يسمع النقد من صديقه (كما يحلو أن يسميها) بكل رحابة صدر..
والنتيجة خيانة زوجية تبدأ (حواء) بالبحث عن صديق هي الأخرى لتسد بذلك ثغرة العواطف التي بدأت تتسع مع مرور الزمن.. تريد أن تصبح جولييت فتبدأ البحث عن روميو ولكن خلف أسوار مملكتها.
برود أسري
لا أجد تفسيراً لهذا البرود فدائماً ما أحاول أن أبحث لعلة واحدة.. لأن أصحاب البرود الأسري.. أشخاص ملتزمون جداً بمنازلهم.. ليس لديهم مشاعر في الغالب تجده يجد كل شيء منها ليس جديراً بالاهتمام والانبهار.. جريدة وكأس شاي يكفي بأن يسترسل بأحلام لا صلة لها بالواقع غير أنها أحلام عاطل موجة عارمة من الأسهم ودنيا المال.. أصدقاؤه وعالمه.. الأوحد.. (الاستراحة) يكتفي معها عند الاتصال بماذا يريد الأطفال؟ لا، ماذا تريدين أنت وهي حدث ولا حرج إهمال شكلي.. أسري لا يطاق.. لا تريد التغيير في الغالب أو تقتصر بكلمة لمن أتجمل.. كتل من الثلج بدأت تتشكل حول قلوبهم.. كل عنكبوت أخذ موقعه في المنزل ليتسلل ذلك التنين المعتوه (الملل) إلى حياتنا و.. سكنت العواطف.. اختفت الألوان.. شحبت الوجوه.. فقط علاقة جسد لحشو أكبر عدد ممكن من الأطفال في ذلك المنزل الصغير الذي أصبح يكتظ بمختلف الأعمار.. وتغيب التربية الصحيحة لهم.. والسبب برود أسري.
بطل الروايات المزيف
لأقف هنا متأملة حال تلك الفتاة وهي تجري لاهثة وراء حلم.. مشاعر آدم تجاهها كذبة من صنع الأفلام التي بهرها أبطالها.. أو مجموعة من الأفكار دخل بها فكر غربي لدول قد زارها أو درس بها ونسي قلبه هناك كما نسي غيره الكثير من هوياتهم في تلك البلاد الباردة.. أصبحت المشاعر المزيفة تملأ عالمنا الذي نعيش فيه.. مللنا بعضنا كما نمل ملابسنا.. حواء في نظر آدم ماركة لكل واحده منهن شكل.. وطعم ولون.. التغيير سمة في علاقاتنا.. نعطي الحب الملغم بقنابل من الرغبات القذرة.. بإحساس مفعم بالرومانسية بطريقة مذهلة.. لم تعد تغري آدم حواء واحدة.. أصبح أكثر جشعاً يريد هذه لا.. بل تلك.. خسرنا علاقتنا العاطفية بسبب المظاهر الكذابة.. ركبنا قطار العولمة المظلم.. وانتظرنا الجزء الآخر من أحاسيسنا في محطة القطار الغائب أرادها دمية بين يديه تقول له الأشعار وتخفي ملامحها خلف عمليات التجميل.. ليفكر هو أن يحبها.. وهي تريده أن يلغي علاقاته الاجتماعية والعائلية ليمطر عليها بسيل من المادة.. الحب في نظره.. انفلات من سلاسل الحكمة والاتزان خارج عن حدود العرف والعادات والتقاليد.. تمرد على عالمه وجنسه ووطنيته.. والحب في نظرها.. بالكم؟ والكيف؟ والنوعية؟ ماذا تملك؟ ماذا تهديني؟ ماذا أريد أنا من هذه العلاقة أو كيف أخرج منها بمردود مادي.
للأسف نحن نعيش في زمن نبيع فيه عواطفنا لكل شخص يواجهنا.. سئمنا الكذب.. تعبت أسماعنا أحاديث مزيفة.. أصبحت حواء تبحث عن المادة.. وآدم يبحث عن إشباع رغبة جسدية.. غابت لحظات الود.. التفاهم نسينا الوضوح والصدق في علاقتنا الأسرية والعاطفية قد تكون هذه الصورة هي.. أمك.. أختك.. زوجتك.. لماذا تصر على فقدانها هويتها الجميلة كشريكة لحياتك.. دعها تمسك بيدك لتعبروا معاً مصاعب الحياة.. ابتسم لها ولكن (بصدق) وانظر كيف ستقبل عليك.. تريد منك خطوة وستكمل هي بقيت الخطوات.. يشاركها إحساسها.. جنونها.. مشاعرها.. قناعاتها.. أحزانها.. وأفراحها.. وسوف تجد حياتك جنة.. بإذن الله.. لا تنظر فيما حولك بل انظر ما بين يديك لتسعد حياتك.. ما أكتبه اليوم هو لك ولي.. له ولها نريد أن نصحو من غفلة الزمان فنبني حياتنا بالمشاركة.. ونذكر بأنها كلمات حبلى سبقت مولد الفجر وأنى لها أن تخرج ما لم يحتضنها عقلك قبل قلبك.
وقفة
كتبت لفئة معينة في مجتمعنا.. جزء مظلم من القمر ضلوا الطريق.. وسبقتهم القافلة أما الجزء المضيء في عالمنا فهم ناس جديرون بالثقة.. والاحترام.. والود.
إضاءة:
يقول ستيفنسون: (كل إنسان يستطيع أن يعيش السعادة حتى تغرب الشمس لهذه الحياة).
ويقول ملتون: (إن العقل يستطيع أن يجعل الجنة جحيماً والجحيم جنة).
ويقول وليم جيمس: (حياتك من صنع أفكارك).