تبوك - عبدالرحمن العطوي
امتدح ركاب الطائرة التي أصابها خلل أخّر نزولها في مطار تبوك لأكثر من ساعة وربع الساعة، امتدحوا قائد الطائرة ظافر العمري بعد أن نجح في إنزال إطاراتها في اللحظة الأخيرة من سلسلة محاولات متكررة فاشلة على مدرج بعيد عن صالة المطار، مؤكدين أنه تعامل مع الموقف بحنكة واقتدار ولم يبلغهم بوجود خلل في الطائرة حتى قبيل لحظات من الهبوط.
وكانت طائرة تابعة للخطوط السعودية وعلى متنها 150 راكباً قادمة من الرياض قد أعاقها خلل في نظام إنزال إطارات المقدمة قبيل دخولها تخوم تبوك أخر هبوطها في المطار لأكثر من ساعة وربع الساعة قضتها في أجواء المنطقة.
وأبلغ قائد الطائرة برج المراقبة بمطار تبوك عن هذا الخلل قبل وصول الطائرة أجواء تبوك بوقت كافٍ حيث تم استنفار كافة الأجهزة المعنية وإعلان حالة الطوارئ بمطار تبوك، وانتقل إلى مطار تبوك أعداد كبيرة من فرق الإنقاذ والإطفاء ومشاركة قوة الطوارئ الخاصة بالدفاع المدني وتحريك عربات الإضاءة الليلية حسب ما ذكره ل(الجزيرة) العميد سليمان بن مسلم الحويطي مدير الدفاع المدني بمنطقة تبوك وذلك تنفيذا لخطة الطوارئ المعلنة وتحسباً لأسوأ الاحتمالات لا سمح الله، وقد شاركت 17 فرقة من الهلال الأحمر السعودي بأطقمها.
وقال الدكتور معلا الجابري مدير عام الهلال الأحمر السعودي بمنطقة تبوك ل(الجزيرة) إنه تم استدعاء كافة الفرق داخل مدينة تبوك والفرق التي تقع خارج تبوك والقريبة منها وخاصة الخريطة وبئر بن هرماس والقليبة والزيتة وتغطية الفرق المسحوبة بفرق أخرى قريبة منها، مشيراً إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي كان يتابع معهم باستمرار الوضع واستعداداتهم حتى هبوط الطائرة بسلام.
وقد شاركت عربات إسعافات القوات المسلحة في خطة الطوارئ المعلنة كما أعلنت في كافة المستشفيات حالة الطوارئ وارتقب الجميع وهم يرفعون أكف الضراعة لله عز وجل أن تهبط الطائرة بسلام وهم يشاهدونها بالعين المجردة وهي تحوم حول مدرج مطار تبوك حيث اكتظت الطرق المؤدية للمطار بمئات الأشخاص والذين أوقفوا سياراتهم على جنبات الطرق المؤدية للمطار ليشاهدوا الطائرة بعد انتشار خبر الطائرة بسرعة بين السكان خصوصاً بعد سماعهم لأصوات سيارات الإسعاف وهي متجهة للمطار وبقيت الطائرة لأكثر من ساعة وربع الساعة وهي تحوم حول المدرج وقد هرع العديد من الأشخاص ممن لهم صلة ببعض ركاب الطائرة للموقع حيث أصيبوا بحالة نفسية عصيبة.
وقامت دوريات الأمن بتبوك وكذلك دوريات المرور بإغلاق الطرق المؤدية للمطار وتحويل مسار السيارات حيث أعاقت تحركات الفضوليين سيارات الإسعاف والجهات الأمنية الأخرى وبذلوا جهودا مضنية حتى انتهت محنة الطائرة بسلام.
(الجزيرة) كانت متواجدة في أرضية المطار حيث أعلن عن هبوط الطائرة بعد نجاح قائدها ظافر العمري -بعد إرادة الله- في إنزال إطاراتها في اللحظة الأخيرة من المحاولات المتكررة، وتم ذلك على إحدى المدرجات الأخرى البعيدة عن صالة المطار رغم التهيؤ لوضع الرغوة لإنزال الطائرة إذا لم تنجح محاولات الإنزال الأولى، وقد تم بفضل الله هبوطها والأعين تترقب بسلام، وقد تواجد في أرضية المطار وكيل إمارة منطقة تبوك عامر بن محمد الغرير وقادة الأجهزة الأمنية والمشاركة في خطة الطوارئ حيث كان هبوطها قرابة الواحدة صباحا، وبعد نزول الركاب كان أول من تم إنزالهم الأسر التي لديها نساء وأطفال وهنأهم ذووهم بسلامة الوصول.
(الجزيرة) التقت أحد الركاب وهو حرب سعود العطوي الذي أشاد بحنكة وتعامل قائد الطائرة الذي لم يبلغهم بأن هناك خللاً في الإطارات وإنما أبلغهم أن الهبوط سيتأخر لوقت حتى السماح له بالهبوط لكن ما زرع في نفوسهم الشك مشاهدتهم لأنوار (السيفتي) وكثرة الحركة في أرضية المطار والأعداد الكبيرة من السيارات والأشخاص حول المطار وبعد نزول الطائرة تم إخبارهم حيث حمدوا الله وشكروه على سلامتهم.
كما تحدث ل(الجزيرة) النقيب خالد الشهري من الدوريات الأمنية بتبوك وهو أحد ركاب هذه الطائرة وتحدث عن حسن تصرف الكابتن خصوصا أن الطائرة بها نساء وأطفال وحمد الله على السلامة كما شاهدنا أحد الأشخاص يحتضن أطفاله بعد رؤيته لهم.
وفي بيان لها أكدت الهيئة العامة للطيران المدني أن حالة الطوارئ من الدرجة الثانية قد تم إعلانها بمطار تبوك الإقليمي صباح أمس الخميس إثر تلقي برج المراقبة الجوية بالمطار بلاغاً من قائد الطائرة لرحلة الخطوط الجوية السعودية رقم ( 1559) نوع الطائرة MD90 والقادمة من الرياض إلى تبوك وعلى متنها (122) راكباً وعدد (7) ملاحين حيث أفاد قائد الطائرة بوجود خلل فني في عجلات الهبوط بالطائرة. وعلى الفور قامت إدارة المطار والجهات المعنية بمطار تبوك بتفعيل إجراءات الطوارئ المناسبة للحالة واتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال الطائرة والتأهب للتعامل مع الحالة وفقاً لقواعد وإجراءات الطوارئ المعمول بها.
وبعد أن قام قائد الطائرة بالطيران لبعض الوقت للتخلص من الكميات الإضافية للوقود والتحليق عن قرب على مستوى منخفض من المدرج قام خلالها المختصون في الصيانة والإطفاء والإنقاذ بالتأكد من الوضعية الفنية لعجلات الهبوط وتم السماح للطائرة بالهبوط. وقد هبطت الطائرة بسلام ولله الحمد عند الساعة (12.45) من صباح اليوم الخميس على المدرج (24) وتم توجهيها إلى الوقوف المخصصة بمتابعة ومرافقة فرقة من وحدة الإطفاء والإنقاذ بالمطار حتى وقوفها وإنزال جميع من على متنها من الركاب والملاحين بسلام وتم إنهاء حالة الطوارئ. وفي هذا الشأن أوضح المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني عبدالحميد أبا العرى بأن ما حدث للطائرة (رحلة السعودية رقم 1559) هي إحدى الحالات الفنية التي تتعرض لها الطائرات في جميع المطارات وأن إعلان حالة الطوارئ بالمطار يأتي لوضع درجة الاستعداد والتأهب فيما لو تطور الأمر -لا سمح الله- أثناء عملية الهبوط أو حدثت مصاعب أخرى للطائرة تستدعي تدخل الفرق الأرضية بالمطار.
وأشاد أبا العرى بدرجة الجاهزية للمطارات السعودية في هذا الخصوص وأكد على أن الهيئة تنفذ برامج وتمارين سنوية لكل مطار لرفع مستوى الاستعداد والفعالية لمواجهة حالات الطوارئ المعروفة في مجال الطيران المدني.