عندما تغلغلت (القنوات الهابطة) في عقول النشء.. بدأت تحقنهم بالسلبيات التي تسري ببطء في حياتهم حتى تفسدها.. فمثلاً تقدم تلك الفضائيات للفتيات المقبلات على الزواج، والمراهقات بشكل عام، مواصفات ومقاييس لزوج المستقبل، وذلك من خلال برامج هابطة تقدم الرجل بصورة زاهية الألوان ملمعة مطلية بالمغريات تلبسه رداء الميوعة، وتسبغ عليهم الوسامة من خلال ماكياج وملابس وألفاظ تخرجه بصورة تدغدغ المشاعر.
وفي الوقت نفسه تعمل تلك الفضائيات، ومن خلال الأفلام والمسلسلات الهابطة، على تشويه صورة الرجل المتدين المتبع لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، حيث تقدمه بصورة رمادية فهو معقد، خشن الطباع، فض غليظ.
فعندما يلاقي هذا التقديم المغري قلباً خالياً غير محصن بجدار حماية من الوازع الديني والرشد العقلي، تنفذ إليه تلك الصورة المصنعة، وتتسلل خفية حتى تستقر فيه، وبذلك يرتفع مؤشر الإعجاب بالرجل الفضائي الملمع لدى تلك الفتيات المدمنات النظر، فيرسمن بمخيلتهن زوج المستقبل بصورة مستوحاة من تلك الشخصية، وتظل معلقة بتلك الفضائيات، ولا ترضى بالنزول إلى أرض الواقع، فعندما يتقدم لخطبتها رجل بمواصفات ومقاييس حث عليها الدين.. تجدها تتهرب وتلوذ بالأعذار الواهية، وإن قبلت تبدأ المقارنة!
هذه المقالة ليست للإثارة، وليست من وحي الخيال، بل حقيقة يغفل عنها كثير من الآباء الذين يجنون على بناتهم بتلك الفضائيات الملوثة.. فيا أيها الآباء مازال في الفضاء فسحة من الهواء النقي بقنوات خير منقاة من الشوائب، فأنقذوا ما يمكن إنقاذه.
بريدة