إذا سُب الرسول -صلى الله عليه وسلم- فمن الواجب علينا دون أن نرتكب منكراً أعظم أن نذود عنه عليه الصلاة والسلام، وإن لم ننصره -لا قدر الله- فقد خسرنا شرف الدفاع عنه وبؤنا بإثم عظيم، أما هو عليه الصلاة والسلام فلن يضره ذلك السب والشتم والسخرية شيئاً، فقد رفع الله ذكره وحفظ رسالته!!
وفي خضم هذا التفاعل من أفراد الأمة للذود عنه - صلى الله عليه وسلم- نجد أن عدداً من الكتاب الذين لم يدخروا جهداً من خلال مقالاتهم للنيل كذباً وزوراً وبهتاناً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الدعاة إلى الله ومن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ومن القضاة ومن النساء المحجبات ومن المناهج الدينية ونحو ذلك، نجد بكل أسف أن هؤلاء الكتاب لا حراك ولا دور لهم في الذود عنه -صلى الله عليه وسلم- وكأن أقلامهم قد جف مدادها وأيديهم قد شلت حركتها!! أينهم من نصرته صلى عليه وسلم؟! لماذا هم ساكنون ساكتون خاملون لا حراك ولا صوت لهم؟! أين شعاراتهم بأنهم يتلمسون نبض الشارع ويتفاعلون معه وأنهم يتحدثون بلسان المجتمع وفي شؤونه ويطرحون شجونه؟! أين تلك الشعارات أم أنها شعارات جوفاء يلمعون بها أنفسهم ويسوقون بها بضاعتهم؟! فأي نبض للشارع، وأي تفاعل، وأي طرح لشجون المجتمع يتحدث عنه أولئك الكتاب وهم لم يذودوا عنه صلى الله عليه وسلم؟!
دائماً هم يتباهون بأنهم مطلعون على كل ما يحدث في هذا العالم. والسؤال الذي يطرح نفسه إن كان حقاً ما يقولون ألم يلاحظوا تلك الإساءة والسخرية والنيل منه صلى الله عليه وسلم؟! هل في آذانهم وقر؟! أم على قلوبهم غشاوة؟! أم هم لا يبصرون؟!
سبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والنيل منه مصيبة عظيمة وشديدة من الشدائد التي تمر بها الأمة غير أن فيها فوائد كثيرة منها أنها قد أزالت أقنعة أولئك الكتاب وأبانت زيفهم حيث عطلوا أقلامهم عن الكتابة فيما يهم الأمة بأسرها في وقت وظفوا تلك الأقلام لا لنقد تلك الجهات نقداً موضوعياً بناءً، بل وظفوها وبكل أسف للتهجم والنيل منها بهتاناً وزوراً!!
amaljardan@gmail.com