Al Jazirah NewsPaper Friday  09/05/2008 G Issue 13007
الجمعة 04 جمادى الأول 1429   العدد  13007
الاحتفال بالأعياد البدعية
حمود بن محسن الدعجاني *

من أخطر ما تساهل فيه المسلمون بعد القرون المفضلة هو التساهل في الأعياد والاحتفالات البدعية كبدعة الاحتفال بالمولد النبوي والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وغيرها من الأعياد البدعية. ولا شك أن الأعياد من المسائل الشرعية التي لا يجوز الابتداع فيها بالزيادة أو النقص فإن الله تعالى لم يشرع للمسلمين إلا عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى والتساهل في هذا الأمر يقود إلى مشابهة الكفار في أعيادهم ويقود أيضا إلى كثرة الأعياد البدعية لأن هذه الأعياد لا يضبطها إلا الشرع ويضاف إلى ذلك ما يحصل في هذه الأعياد من منكرات كالغلو في النبي صلى الله عليه وسلم واختلاط الرجال بالنساء واستعمال آلات اللهو وصرف الأموال في غير طريقها الشرعي، فالواجب على المسلمين أن يحذروا من هذا الأمر ولا يغتروا بكثرة من يفعله من الجهال لأن الحق لا يعرف من جهة الكثرة وإنما يعرف بالأدلة الشرعية قال تعالى: (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ) وأيضا على أهل العلم في كل مكان واجب عظيم في بيان الحكم الشرعي للناس وتحذيرهم من هذه البدع لأنهم حملوا أمانة البلاغ بعد الأنبياء وإن لم يقوموا بهذه الأمانة فهم متوعدون وعلى خطر قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) فالواجب على العالم ألا يسكت خوفا من الناس لكثرة من هم على الباطل أو طمعا في شيء من حطام الدنيا بل يبين للناس الحق وينكر المنكر بالطرق الحكيمة ويصبر على ما يلاقيه في سبيل ذلك.

وإن مما أنعم الله علينا في هذه البلاد المباركة أن طهر أرضنا من هذه الأعياد البدعية وجعل بيننا من أهل العلم من يبين الحق ويأمر بالمعروف وينكر المنكر امتثالا لأمر الله ونصحا للأمة وفقنا الله للتمسك بالسنة والثبات عليها وترك البدع والمحدثات إنه ولي ذلك والقادر عليه.

* عضو الجمعية الفقهية السعودية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد