Al Jazirah NewsPaper Friday  09/05/2008 G Issue 13007
الجمعة 04 جمادى الأول 1429   العدد  13007
التسامح للمرة الثانية
فهد بن سليمان التويجري *

لقد زارني في مكتبي الأخ الفاضل خالد بن عثمان المحارب عضو المجلس البلدي، وأبدى إعجابه بمقال (الشيخ ابن عثيمين يقول لن أسامحك) فحملني كلامه على الكتابة ثانية فأقول: من سنة الله الكونية وجود الخصومات، والخلافات بين أفراد المجتمع، كذا الشعوب والحكومات وهلم جرا.. ولعل أقوى وأنجع علاج للخصومات والمنازعات هو التسامح والعفو.

قال العفو الغفور: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (133- 134) سورة آل عمران، وقال سبحانه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}

(199) سورة الأعراف، وقال: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ

عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (40) سورة الشورى، وقال: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (43) سورة الشورى.

لا بد من التسامح مع النفس، مع الوالدين، مع الأقارب، مع الجيران، مع الزملاء مع المجتمع.

لا بد أن تسامح نفسك بعدم الإثقال عليها باللوم وتأنيب الضمير، إن ديننا يأمرنا بالتوبة والندم على ما مضى من الذنوب، ندما معتدلا يحملنا على فعل الطاعة، وترك المعصية، وليس ندما يؤدي بنا إلى الغلو وتأنيب ضمائرنا أو يؤدي إلى القعود والقنوط.

لا بد من التسامح مع الوالدين مهما قسوا علينا، أو أخذوا شيئا من أموالنا، لا بد أن نسامح الأقارب وكذا الجيران وقل ذلك مع الزملاء والأصدقاء، ومع كل أحد.

إن عدم المسامحة يؤدي إلى امتلاء القلوب بالحقد والكراهية، وإرادة الانتقام، والتي تؤدي أخيرا إلى البغي والظلم.

هناك عوائق أمام التسامح رسمها الشيطان وأعوانه منها:

1- لا بد من التريث في أمر التسامح.

فلا تطعه وسامح فورا.

2- لا بد من اعتذار الخصم وإلا فإني لن أسامح.

فلا تطعه وسامح وإن لم يعتذر فهذا أفضل لك عند الله.

3- إذا كنت سوف تسامح، فليكن عن بعض الأمور دون بعض!!

فلا تطعه وسامح عن كل شيء.

4- إذا كنت قادراً على عقوبة الخصم، وإلا فلا.

فلا تطعه، سامحه فأنت قادر عليه في الدنيا بالدعاء، وفي الآخرة {... وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} (127) سورة طه.

5- المسامحة دليل العجز والضعف

كذب الشيطان، فإنها تزيدك قوة وعزة، كما أخبر بذلك النبي.

6- إذا سامحت الغير، فإن الغير سوف يكرر الإساءة

وهب أن ذلك حصل فأنت مأجور.

فهيا أخي القارئ إلى التسامح، سامح جميع الناس، لا تنم ليلة وفي قلبك على أحد من الناس شيئاً.وإلى اللقاء.



fh3300@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد