تلكم الزيارة الميمونة التي تعود إلى خمسة وأربعين عاماً والتي تفضل بها الملك الكبير فيصل بن عبدالعزيز ليزور فيها معهداً من أعمق المعاهد وأقدمها بل وأولها على الإطلاق في تعليم المكفوفين من أبناء هذا الوطن الغالي.
تأتي هذه الزيارة إبان توليه -رحمه الله- مقاليد الحكم في البلاد عام 1384هـ ليعطي أنموذجاً رائعاً في حبه ورحمته واهتمامه بهذه الفئة الغالية، وهي مثال واضح على اهتمام قادة هذا البلد الكريم بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة منذ زمن بعيد، فتاريخ المملكة مع هذه الفئة يعطي دلالة على تميزها في مجال الاهتمام بالمعاق أياً كانت إعاقته وخدمة هذا الإنسان ذي القدرات الخاصة ذلك أن الكثير يتشدقون بتفوقهم في هذا المجال فنبرهن لهم بالتاريخ اهتمام هذه الدولة قيادة وشعباً بهذه الفئة الغالية وإعطائها ما تحتاجه لتتواكب مع حياتها اليومية.
لقد جاء هذا القائد العظيم لأبنائه في معهد النور للمكفوفين بقلب عطوف ليقف وليشاهد عن كثب مسيرتهم التعليمية ولتكون هذه الزيارة حافزاً لهم في مواصلة تعليمهم.
ومذللة كل الصعاب التي تواجههم، وقد ختم رحمه الله زيارته الميمونة بكلمات جميلة خطها بيده الكريمة حملت كل معاني الحب والرحمة والتشجيع لهذه الفئة الغالية بل وأصبحت منهجاً ونبراساً وفخراً لهم على مدى التاريخ، حيث قال رحمه الله: (إنه لمن أسعد اللحظات تلك اللحظة التي قضيتها بين أبناء هذا المعهد وما لمسته فيهم من روح وثابة وسعي حثيث لبلوغ الأمل المنشود وإنني أسأل الله لهم التوفيق وأن يكونوا دفعة يتبعها دفعات في سبيل خدمة دينهم وأمتهم والله ولي التوفيق).
وختاماً فإن هذه الزيارة المباركة تعطي المكانة التي كان يتبوأها بخاصة المكفوفين لدى قادة هذا البلد لأنهم يعلمون أن هذه الفئة المباركة قد تخرج منها علماء ومفكرون وعباقرة نفعوا هذا البلد ومثلوه في محافل كثيرة وكبيرة كانت مفخرة من بين دول العالم بكافة.
فجزى الله الفيصل خير الجزاء على ما قدّم لهذه الفئة الغالية من اهتمام ودعم ورعاية، وكان قدوة حسنة لأبنائه من بعده الذين لا يألون جهداً في دعم ورعاية مسيرة هذه الفئة المباركة من أبنائنا المكفوفين ونسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة إنه جواد كريم.
وليد بن عبدالرحمن الحيدر
مدير معهد النور للمكفوفين بمنطقة الرياض