بيروت - القاهرة - واشنطن - نيويورك - الوكالات

دارت مواجهات عنيفة في بيروت أمس الخميس بعدما قال حزب الله المدعوم من إيران ان الحكومة اللبنانية المدعومة من الولايات المتحدة قد أعلنت الحرب عليه عبر استهدافها شبكة اتصالاته.

وتبادل مقاتلون من حزب الله وحليفه أمل إطلاق نيران المدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية ضد مسلحين موالين للحكومة في عدد من المناطق في العاصمة في أسوأ قتال داخلي منذ انتهاء الحرب الاهلية.

وشملت المناطق احياء كورنيش المرزعة والبسطة والنويري وراس النبع.

وقالت مصادر امنية ان سبعة أشخاص قتلوا على الاقل وجرح العشرات على الاقل في القتال الذي ادى الى اشتعال النيران في عدد من السيارات والمحال التجارية.

وشن حزب الله حملة جديدة في الشارع يوم الاربعاء ليزيد الضغط على الحكومة اللبنانية بعد اعلانها ان شبكة الاتصالات التابعة للجماعة (هي اعتداء على سيادة الدولة) وقررت ابعاد مدير أمن المطار المقرب من المعارضة عن منصبه.

وأغلق أنصار حزب الله وحلفاؤه جميع الطرق المؤدية لمطار بيروت الدولي وشوارع رئيسية أخرى الأمر الذي أوقف حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي وشل مظاهر الحياة في معظم أنحاء المدينة.

وقالت مصادر امنية: إن اشتباكات متفرقة اندلعت بين أنصار حزب الله والمؤيدين للحكومة في قريتين في سهل البقاع الشرقي ادت الى إصابة خمسة اشخاص. ووقعت اشتباكات مماثلة في بيروت يوم الأربعاء.

وأدت المواجهات الى تصعيد التوتر في بلد يشهد أسوأ أزمة يعيشها منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و 1990م.

من جهته حذر الجيش اللبناني في بيان أصدره أمس من ان استمرار الوضع الحالي في الشارع اللبناني من حالات احتجاج واشتباكات (يمس بوحدة المؤسسة العسكرية) داعيا اللبنانيين الى التحلي بالحكمة والمسؤولية.

ومن ناحيتها أصدرت السفارة الأمريكية في بيروت بيانا نصحت فيه الرعايا الأمريكيين بالحد من تنقلاتهم وباتخاذ تدابير أمنية.

إلى ذلك اجرى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اتصالات مكثفة مع العديد من القادة اللبنانيين وبعض وزراء الخارجية العرب (لبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها حيال التطورات في لبنان والعمل على انهاء هذه المشكلة في شكل فوري)، وفق بيان لمكتبه الاعلامي.

وبدوره ناشد محمد جاسم الصقر رئيس البرلمان العربي اللبنانيين على العمل على التمسك بالمصلحة اللبنانية العليا وإخراج لبنان من النفق المظلم وإنقاذه من أزمته الحالية والالتقاء على كلمة سواء.

ومن جانبه أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك عن (قلق) بلاده من المواجهات المسلحة الدائرة في بيروت بين أنصار المعارضة والسلطة مجددا دعم واشنطن للحكومة اللبنانية.

كما طالب البيت الابيض حزب الله بأن يتوقف فورا عن (نشر التوتر) في لبنان، وفي نيويورك اعلن مجلس الامن الدولي دعمه للمؤسسات اللبنانية، داعيا الى الهدوء واعادة فتح الطرق في بيروت.

ومن جهته اعلن تيري ورد لارسن أحد مبعوثي الامم المتحدة الى الشرق الاوسط ان حزب الله اللبناني يمتلك بنية تحتية شبه عسكرية ضخمة على هامش الدولة تشكل تهديدا للسلم والامن الاقليميين.