مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي وعمار الجبيري
التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء يوم أمس الأول الثلاثاء بأئمة وخطباء الجوامع بمكة المكرمة في لقاء نظمه فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة وذلك بدار الحديث المكية بمكة المكرمة.
وقد بُدئ اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقى مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالرحمن بن سعيد الحازمي كلمة أوضح فيها أن هذا اللقاء يأتي ضمن الجهود المبذولة من قبل الفرع للارتقاء بمستوى الأئمة والخطباء، مشيراً إلى أن الوزارة دأبت على تطوير جميع قطاعاتها وفي مقدمتها المساجد والمواقيت.
عقب ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة أبان فيها أن اللقاء هو لقاء تواصل ومحبة وتواصي وأُخوة ومد للجسور وربط الأيدي بالأيدي من أجل أن يكون البناء مرصوصاً حتى نبلغ رسالة الله عز وجل بشكل حسن ومؤثر في العباد.
وأوضح معاليه أنه لا مجال للانفراد بالرأي ولا بد من الالتفاف والتشاور والبحث، مفيداً أن رسالة المسجد موجهة للإنسان المسلم ومن المهم أن يعرف أن المؤثر في المسجد ورسالته هو الإمام والخطيب حيث إن عليهما المعتد بعد الله عز وجل في إصلاح الناس، وقال معاليه (إن الرسالة عندما تتوجه إلى الأمام والخطيب فإنها تتوجه إلى أول المؤثرين بالمسجد في جماعة المسجد، فالإمامة كانت ولا تزال ذات فضل عظيم).
وأكد أنه يجب على الإمام والخطيب إدراك وتذكر أن وظيفتيهما الشرعية وظيفة قام بها النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كان - عليه الصلاة والسلام - في هديه في إمامة الناس يراعي أحوالهم، فإذا رأى - صلى الله عليه وسلم - الناس نشيطين أطال الصلاة، وإن رأى غير ذلك قصر الصلاة، والواجب على الأئمة مراعاة ذلك في إمامتهم.
وأوضح معاليه أن واقعنا المعاصر اليوم يختلف عن السابق فهناك مساجد تقع بقرب المستشفيات ووسط الأسواق وبجانب أماكن يحتاج فيها الناس إلى الصلاة ثم الانصراف، داعياً الأئمة إلى مراعاة ذلك من حيث الزمان والمكان وأحوال الناس فلا يحسن تعمد خلاف ذلك مع ضرورة أن يكون الإمام ليناً هيناً مع إخوته في المسجد لأن تواضع الإمام مع الناس يحثهم على التأثر بما يقرأ ويوجه.
وأبان معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن الوزارة جاءت بأفكار لتطوير الأئمة والنهوض بالإمام كما ينبغي شرعاً حيث إن هناك برنامجاً كبيراً لتأهيل الأئمة ستنفذه الوزارة في نهاية العام الحالي أو مع بداية العام الهجري القادم إن شاء الله.
وأشار إلى أن الإمام ليس هو ولي المسجد القائم عليه يفعل فيه ما يريد بل الإمام مسؤول عن المسجد بما أُعطي من مسؤولية، موضحاً أن ولاية الإمام على المسجد ولاية خاصة من الدرجة الثالثة حيث إن هناك مسؤولاً أول عن المساجد وهو ولي الأمر الذي فوَّض هذه المسؤولية إلى الوزارة التي تجتهد بالولاية على المساجد.
وحمد معاليه الله على ما منَّ به على الجميع من اجتماع الكلمة والولاية، مشيراً إلى أنه لا مجال للفرقة والاجتهاد في المساجد وأن تضييق الاجتهاد في المساجد واجب حتى تظهر السنة وتبطن البدعة وإذا كان اجتهاد الإمام فيما يوافق اجتهاد مرجعه وأهل العلم في الوزارة فهو اجتهاد مقبول، أما إذا كان عكس ذلك فإنه غير مقبول.
وبيَّن معاليه أنه من مقتضى الطاعة لما أمر به ولاة الأمر فإنه على الأئمة ملاحظة أي تغير في أفكار وسلوكيات الشباب المصلين في المساجد لمواجهة أهل التكفير والتفجير، مؤكداً أنه لا تبرأ ذمة أحد وهو ساكت عن ذلك وأنه من المهم أن يقوم الإمام بمناصحة ومعالجة الشباب الذين رأوا فيهم أي تغير في السلوك أو الفكر.
أما فيما يخص الخطبة والخطباء فقال معاليه: (إن الخطب الطويلة لا تكون مؤثرة، لذا على الخطيب أن يتأمل الواقع الاجتماعي وأن يعرض القضايا المعاصرة بما يؤثر في الناس حيث يجب الاهتمام بالموضوعات التي تهم الناس وما تشتد به الحاجة من التوحيد والسنة والبعد عن الفواحش والاستعداد لليوم الآخر والإرهاب والتفجير والتكفير وغيرها من المسائل التي ظهرت في المسلمين وغيرها من الأشياء المهمة في حياة الناس بما يصلح أحوالهم مع مراعاة تكرار المواضيع للتذكير ولكن بصورة جديدة وأوسع).
ودعا معاليه الخطيب إلى أن يتماشى مع أحداث العصر فلا ينتظر من الوزارة أن توجهه لموضوع الخطبة ولكن يجب أن يبادر هو بالخطبة المتعلقة بالأحداث لمعالجتها وفق الشريعة الإسلامية.