المدينة المنورة - علي الأحمدي
أكدت ندوة اقتصادية أنّ المصرفية الإسلامية حققت سبقاً وانتشاراً ملموساً رغم تثبيط كثير من الناس، وأن كثيراً من البنوك التقليدية تحوّلت إلى المصرفية الإسلامية 100%, وأشارت الندوة التي شارك فيها الشيخ الدكتور عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء, والدكتور محمد بن علي القرى عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز، إلى أنّ أول من نادى بإيجاد المصرفية الإسلامية هو الملك فيصل - رحمه الله - من خلال دعوته للتضامن الإسلامي الذي يُعد من أهم ركائزه الاقتصاد الإسلامي، وأوضح الشيخ المنيع جواز التعاملات المصرفية الإسلامية التي تتبع بنكاً تقليدياً ما لم يكن العميل شريكاً فهذا كالبيع والشراء منهم, والصحابة كانوا يتبايعون مع الكفار بل توفي النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهون عند يهودي.
من جانبه أكد الدكتور القرى أن الاقتراض من البنوك بصورته التقليدية الربوية ظاهرة أوربية انتقلت إلينا, فصار المسلمون يبحثون عن البديل, وأضاف (أول من قدم البديل كان محمد عزير الباكستاني، حين قدم ورقة عمل عن نموذج بديل تقرض وتقترض بالفائدة بشرط المشاركة في الربح والخسارة وذلك عام 1951م).
ويضيف القري ثم بدأ الناس يتعاملون بهذه الطريقة ولكن تحولت المداينة عام (1975م) إلى فكرة المرابحة, يشترى فيها بالنقد ويباع بثمن مؤجل, ثم تطورت المنتجات والوسائل وصارت البنوك الإسلامية تبحث عن أسس جائزة تتعامل بها فانتهت إلى التورق الإسلامي بدل التورق القرضي الربوي.
وذكر أن جميع البنوك التي يترأس الشيخ عبد الله المنيع رئاسة رقابتها الشرعية لا يبيعون إلاّ السلع المتوفرة الحاضرة التي يستطيع العميل أن يختارها وينظر إليها ويعرف حقيقتها في أي وقت شاء, وكذا حال التعامل مع الشركات الكبيرة, فكلها منضبطة بالضوابط الشرعية.
وذكر أن هناك تقريراً يبين أن البنوك الغربية بحاجة شديدة إلى أخصاء شرعيين للمصرفية الإسلامية, وتقع على عاتق الجامعة الإسلامية ثقل هذا الحمل الثقيل, ودعا الجامعة إلى تبنِّي برامج متخصصة في المصرفية الإسلامية.