Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/05/2008 G Issue 13006
الخميس 03 جمادى الأول 1429   العدد  13006
أموال مفقودة
عبدالله الرفيدي

لا تستغرب عندما تسمع قصة عن أب قضى نحبه بعد حياة حافلة بجمع المال خفية بعيداً عن أعين أسرته والناس لتكون المفاجأة بأن ترك حساباً مصرفياً قد يتجاوز الست خانات.

وللأسف أن هناك فئة من المجتمع تسعى كثيراً في مجال التجارة والعقار أو من كبار المساهمين في الشركات ويعد من أهم عملاء البنوك وعندما تنظر إلى أحدهم تجد أن ملابسه رثة ويركب سيارة كحيانة وعائلته ترجو سد احتياجاتها الضرورية دون حق التمتع بالثروة التي يجمعها. هذا ناهيك عن المسكن المتهالك الذي يعيش فيه.

ولعلي أسرد قصة من قصص كثيرة أسمعها وهي أن أسرة تفاجأت بعد وفاة عائلها بأنه يملك رقماً بالملايين في رصيده بالمصادفة بعد معاناة مع الحياة في حياة العائل وبعد وفاته. وللقارئ أن يتخيل الدعوات التي أطلقها أفراد الأسرة على والدهم بعد وفاته.

وقصة أخرى لشخص مشابه تجده يناكف من أجل حقوق مالية يدعيها وعندما تنظر إليه تترحم على حاله ولكن عندما تعرف أن رصيده بالملايين تصاب بالصدمة.

إن هذه النوعيات من المجتمع وخاصة ذات التعليم المنخفض ملحوظة ولا يهمنا أمرها عندما تكتشف أسرته ثراءه وما يتبع ذلك في الانتقام من الفقر بالصرف وتفكك الأسرة. إن الذي يهم ويجب أن يطرح وبشكل رسمي للنقاش أن هناك أموالاً لا يعلم أحد عنها تطبع تحت مسمى ودائع في المصارف وأرباح غير موزعة في ميزانيات الشركات المساهمة أو أسهم في شركات مساهمة أو عقارات لم يأت أصحابها لأخذها أو الاستفادة منها.

وقد اطلعت على قصة لرجل قد توفي وترك أرباحاً وأسهماً في شركة مساهمة ولم يحضر الورثة لأخذ التركة. إنها مبالغ وأصول كبيرة جداً يتقادم عليها الدهر وتحرص البنوك أو الشركات على إخفائها عن أصحابها والذي يعد مخالفة صريحة وهضماً للحقوق.

وأسأل هنا هل هناك نظام يلزم للإفصاح عن العملاء الذين تفقد البنوك حضورهم أو المساهمين الذين لم يحصلوا على أرباحهم؟ ولماذا يخشى الناس من كتابة الرصيد وإيضاح كل ما يملكون وحفظها لدى من يثقون به أو إيجاد نظام حكومي لحفظها للرجوع إليها في حال الوفاة حتى لا يحرم الورثة من حقهم الشرعي؟ وليس أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله ونتذكر قوله صلى الله عليه وسلم (تعس عبد الدينار تعس عبدالدرهم).

وأعان الله من أنفق حياته على جمع المال دون أن يراعي ما عليه من حقوق.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد