رانغون - الأمم المتحدة - واشنطن - جنيف - الوكالات
بعد خمسة أيام من دمار كبير وحصيلة قتلى كبيرة قدرت بـ60 ألف قتيل خلفها إعصار نرجس في ميانمار في إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية في العالم، والتي أزالت بلدات بأكملها عن الوجود.. أعلنت القائمة بالأعمال الأمريكية في ميانمار أمس أن حصيلة إعصار نرجس الذي ضرب البلاد السبت قد تتجاوز المئة ألف قتيل بحسب مسؤول عن أعمال الإغاثة.
وقالت شاري فيلاروزا خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: إنه من الممكن جداً أن يكون هناك أكثر من مئة ألف قتيل في منطقة الدلتا، وذلك استناداً إلى منظمة غير حكومية لم تسمها. وقال مسؤول بارز لشؤون المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة أمس أيضاً: إن عدد الأشخاص الذين قتلوا في إعصار نرجس في ميانمار قد يرتفع بصورة كبيرة جداً فيما يتجاوز التقديرات الحكومية الرسمية.
وبالإضافة إلى ما خلفه نرجس من عدد كبير في الضحايا حتى يوم أمس قال ريتشادر هورسي المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز في بانكوك بعد اجتماع لخبراء المعونة إن نحو مليون نسمة أصبحوا بلا مأوى وإن نحو 5000 كيلومتر مربع لاتزال غارقة تحت الماء في دلتا ايراودادي. ودمر إعصار نرجس مناطق عدة من بورما نهاية الأسبوع الفائت ووافق النظام العسكري الحاكم في بورما، التي تعتبر من الأكثر انغلاقاً في العالم، على مبدأ قبول المساعدات الدولية، ولكن لا يزال يتعين على الأجانب التفاوض مع السلطات للتمكن من دخول البلاد.
وتدفقت المساعدات أمس جواً على ما يقدر بنحو مليون من ضحايا الإعصار.
وأرسلت تايلاند والصين والهند وإندونيسيا إمدادات إغاثة جواً وناشد الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس وزراء أستراليا كيفين رود حكومة ميانمار قبول مساعدتهما. وحتى عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة التي لها بعثة في البلد المعزول دبلوماسياً لايزالون بانتظار الحصول على تأشيرات دخول بعد خمسة أيام من اجتياح الإعصار للبلاد وأبدت حكومات ومنظمات إغاثية حول العالم استعدادها للمساعدة، لكن خبراء يقولون إنه يجب أن يتغلب جنرالات ميانمار على شعورهم بعدم الثقة في العالم الخارجي ويفتحوا البلاد أمام عملية إغاثية دولية شاملة.
وقال خبراء الإرصاد الدوليون أمس: إن مدى الكارثة الذي أحدثها الإعصار في ميانمار كان سيئاً بدرجة كبيرة بسبب سوء البنية التحتية وقلة أجهزة الرادار. وقالت منظمة الأرصاد الدولية: إن البلد أيضاً ليس به خطة للإخلاء. وقال ديتر شيسيل من إدارة تقليل المخاطر بمنظمة الأرصاد الدولية: إن التحذيرات المسبقة قدمتها سلطات الأرصاد في الهند في وقت مبكر ما بين 27 نيسان - إبريل و3 آيار - مايو وكان يتم تحديثها كل ثلاث ساعات. وأضاف: إنهم أعطوا معلومات دقيقة حول قوة العاصفة التي ضربت جنوب البلاد يوم الجمعة ودمرت القرى كلها.