بيروت - الوكالات
شهدت بعض الأحياء ومناطق العاصمة اللبنانية بيروت أمس تطورات أمنية دراماتيكية تمثلت باشتباكات وإطلاق النار والقذائف الصاروخية (ار بي جي) من قبل عناصر تابعة للمعارضة اللبنانية تحت ستار الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام في لبنان.
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي قامت بها وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي للحيلولة دون حصول تطورات دراماتيكية على الأرض لم تخلو بعض المناطق وخصوصاً كورنيش المزرعة من اشتباكات بين المعارضة والموالاة أسفرت عن أضرار مادية جسيمة وإصابة عدد من اللبنانيين.
كما أقدمت عناصر تابعة لحزب الله على قطع طريق مطار بيروت الدولي بالإطارات المشتعلة والدروع البشرية مما أدى إلى توقف الملاحة الجوية التي استئنفت لاحقاً، كما قامت بإقفال عدد من الطرقات.
وفي أولى ردود الأفعال اتهم مفتي الجمهورية اللبنانية للطائفة السنية الشيخ محمد رشيد قباني في خطاب متلفز حزب الله الشيعي (بمحاولة الهيمنة على لبنان بدعم خارجي تحت غطاء المقاومة)، داعياً قادة الحزب إلى (سحب المسلحين من شوارع بيروت).
ورأى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن ما يحدث في بيروت لم تتجرأ إسرائيل على القيام به. ولفت السنيورة في حديث إلى تلفاز المستقبل إلى أن إسرائيل دمرت البلد بقنابلها ولكن الذي يجري اليوم هو تدمير من الداخل.
وعن احتمال إعلان حالة الطوارئ في البلاد ومنع التجول قال السنيورة: (إن هذا الأمر مدار نقاش ولن أتكلم عن شيء إلا إذا أصبح واقعاً).
وعلى الطرف الآخر أكد مصدر معارض أن الإضراب الذي شهده بيروت أمس وما يرافقه من قطع طرق سيستمر ويتحول إلى (عصيان مدني) حتى تتراجع الحكومة عن القرارات الأخيرة التي اتخذتها وتعتبرها المعارضة مساساً بأمن حزب الله. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: (الإضراب الجاري بكل ما فيه سيستمر وهو مثل العصيان المدني، وذلك حتى تتراجع الحكومة عن قراراتها الأخيرة).
وكانت الحكومة قررت الثلاثاء إحالة قضيتي شبكة اتصالات حزب الله الشيعي الهاتفية ومراقبته مطار بيروت الدولي أمام القضاء المختص.