مكتب «الجزيرة» - القدس - رام الله - من بلال أبو دقة ورندة أحمد
أعربت مصادر فلسطينية مقرَّبة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن خشية السلطة الفلسطينية من أن يكون توقيت الإعلان عن التحقيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود اولمرت مقصوداً في هذا الوقت لكي يظهر الأخير وكأنه عاجز عن تقديم أي تنازلات للفلسطينيين في ظل الشبهات حوله..
وقالت تلك المصادر: إن الرئيس عباس شكك في إعلان بدء التحقيق مع أولمرت في هذا الوقت، وإنه أبدى استغراباً من التوقيت الحالي والذي يسبق زيارة بوش ولقاءات عباس مع أولمرت.
وبشأن هذه المفاوضات أيضاً فقد دعا النائب الفلسطيني في المجلس التشريعي الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية المفاوضين الفلسطينيين إلى الالتزام بمبدأ عدم العودة للتفاوض إلا بوقف الاستيطان وبناء جدار الفصل تمهيداً لإزالته ورفع الحصار عن غزة ووقف الاعتداءات اليومية على الشعب الفلسطيني..
وأكّد البرغوثي أن هناك فرصة تلوح في الأفق لإجبار إسرائيل على وقف النشاطات الاستيطانية في الأراضي المحتلة بحكم الإجماع الوطني والدولي على أن الاستيطان يدمر أي أفق للسلام.
وبالعودة إلى مسألة أولمرت فقد نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر مقربة من المفاوضات أن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أعربت خلال محادثاتها الأخيرة في القدس عن قلقها من أن التحقيق الجديد التي تديره الشرطة ضد رئيس الوزراء ايهود أولمرت، ومن الآثار السلبية التي قد تنعكس على المسيرة السياسية.
وحسب تلك المصادر، فإنه من الواضح أن رايس تخشى من أنه حتى لو انتهى التحقيق دون شيء، فإن الأمر سيمس بقدرة اولمرت على التقدم في المسيرة.
ورفضت المحكمة الإسرائيلية العليا طلب وسائل الإعلام الإسرائيلية برفع حظر النشر المفروض على قضية الرشوة المتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي (ايهود أولمرت)؛ وعزت المحكمة يوم الثلاثاء رفضها لهذا الطلب ل(أنها لا تريد تشويش مجريات التحقيق, وتعكير أجواء الاحتفالات التي تنظمها إسرائيل لمرور ستين عاماً على قيامها).. وأثار قرار المحكمة حفيظة وسائل الإعلام الإسرائيلية, وعلّق مندوب صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية عليه بالقول: إن التحقيق الذي يجري هو تحقيق أمني بخصوص تسريب معلومات للعدو- سوريا..
وفي غضون ذلك قال عضو الكنيست الإسرائيلي زئيف الكين من حزب كديما: إن الحزب بات بحاجة إلى زعيم آخر، لأن رئيس الحزب رئيس الوزراء ايهود أولمرت يقوده إلى اتجاه مستحيل..
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن بعض وزراء حزب كاديما طالبوا بإجراء انتخابات تمهيدية داخل الحزب, وأن (شاؤول موفاز) وزير المواصلات سيسعى للتنافس على قيادة الحزب, لافتةً إلى ازدياد المخاوف لديهم في أعقاب تسرب بعض الأنباء عن التحقيق في القضية.
وأضافت هآرتس نقلاً عن أحد الشخصيات الكبيرة في الحزب, والذي رفض ذكر اسمه (أن الحزب لا يقبل بأن ينهار خلف أولمرت, وعليه أن يرحل), مشيرةً إلى التزام الصمت من قبل باقي الوزراء ولم يخرج أحد للدفاع عن أولمرت.