Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/05/2008 G Issue 13006
الخميس 03 جمادى الأول 1429   العدد  13006

رحيق الحنان

 

إلى من منحاني من عنائهما الراحة والهناء.. وتفضلا علي دون من أو جزاء.. إلى والديّ العزيزين.. أبقاهما الله لي ذخرا، ورزقني بهما برا..

لحبكما بوجداني عروقُ

وتاريخ مدى عمري عريقُ

شربتُ الحب منذ صباي عذباً

فلي منهُ صبوح أو غبوق

ولما أرو منه! وكيف يروى

بما يسقى من الماء الغريق؟

غريقُ القلبِ في أعماق حب

وكم أضناني الحب العميقُ

وكنتُ كنحلةٍ تغذى رحيقا

وليس سوى حنانكما الرحيقُ

دعوتُ الشعر يكتب ما سيملي

على إيقاعه قلبي الخفوقُ

ويعزف لي بموسيقاه لحناً

لكل المفعمين هوى يروق

فأوحى لي تباطؤه انهزاماً

وقد يعيا القصيد فما يطيقُ

وليس يلامُ حين نبا قصيدي

فقد أربى هواي وغصَّ ريقُ

إذا بلغ الهوى في النفس قدراً

رأيتَ الشعرَ بالشكوى يضيقُ

ضروبُ الحب عند الناس شتى

تميزه لذي اللب الفروقُ

فمنه شقوة دنيا وأخرى

كما تهوى العشيقة والعشيقُ

ومنه لذة يلتذ فيها

فؤادُ الصب لا يغشاه ضيقُ

وبين ذوي الهوى في القدر بون

فقد يدنو المحب وقد يفوقُ

ألا يا والدي، وحسبُ حبي

سموق الطهر يا نعمَ السموق

أحبكما، وليس الحب عاراً

وقد أوصت بحبكما الحقوق

سواي مكبل بالحب عبد

ولكني به حر طليقُ

أبوح به ولا أخشى ملاماً

وهل يخشى من اللوم الصدوق؟

كفرت بعذل من عذلوا ولوعي

بحبكما، وما أنا مستفيقُ

فعذل العاذلين يزيد حبي

كما يزداد بالزيت الحريقُ

ألا يا والدي، وكم تروت

بفيضكما الجوانحُ والعروقُ

وكم أسقيتما قلبي زلالاً

إلى أن أزهر الغصنُ الوريقُ

وكم كابدتما سهر الليالي

لأجلي حين أغفو أو أفيقُ

وكم قد أبصرت عيناي نورا

بنصحكما إذا اسود الطريقُ

وسوف يظل يمنحني عطاء

على الأيام عطفكما الرقيقُ

ولست بمدع كرماً وبراً

بهذا الشعر؛ فالدعوى عقوقُ

ولست بمن يجازي بالقوافي

فليست في مقامكما تليقُ

فجازى الله سعيكما بدار

تطيبُ بها الحياة ولا تضيقُ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد