يعد الاهتمام بثقافة الطفل من أهم المعايير التي يقاس بها تقدم الأمم والشعوب، حيث تولي الأمم المتقدمة أهمية قصوى لصقل ثقافة أطفالها، لأنهم يمثلون ثروة هذه الأمم لتحقيق طموحاتها المستقبلية. وفي إطار الاهتمام بالطفل واستشرف ثقافته، خطت وزارة الثقافة وشقيقتها -
بحسب وصف معالي وزير الثقافة - مكتبة الملك عبدالعزيز العامة خطوة رائعة في سبيل الاهتمام بالطفل السعودي، وذلك من خلال تنظيم مهرجان ثقافة الطفل الأول الذي افتتحه معالي وزير الثقافة يوم السبت 27-4-1429هـ، في مركز الملك فهد الثقافي، تحت عنوان (أنا والعالم) وسط حضور مبهج من الأطفال وأولياء أمورهم.
ولقد جاء هذا المهرجان - الذي يحتوي على معرض للكتاب وعدد من البرامج والفعاليات المختلفة - من منطلق أهمية تفعيل الأنشطة التي تعنى بالطفولة؛ نظراً لما يمثلونه من أمل مشرق وغد واعد، وإيمانا - كذلك - بالدور الهام الذي تلعبه البيئة المجتمعية والأسرية في تنشئة الطفل ونموه وتنمية مداركه الذهنية والاجتماعية والتربوية بما يحقق صياغة طفولة سوية بدنياً وذهنياً ونفسياً تتمتع بانتماء وطني وعقل مبدع عصري.
لقد كان الجميل والمحبب للأطفال ذلك الأوبريت المسرحي الذي قدمه مجموعة من الأطفال تحت عنوان (كوكب الأرض). كما كان إعلان معالي وزير الثقافة باستمرار تنظيم هذا المهرجان بشكل دوري مبهجاً ومفرحاً للجميع. ومن هنا فإني أقترح إقامة المهرجان في مناطق المملكة المختلفة في الوقت نفسه، وذلك خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني من كل عام؛ ليتمكن الأطفال وعوائلهم من الاستمتاع بفعاليات المهرجان.
إن الاهتمام بالطفل - من وجهة نظري - يجب أن يكون هماً دائما وشغلاً مستمراً للجهات المسؤولة عن الطفل التي تبذل بلا شك جهوداً واضحة في هذا الإطار؛ لأن الحراك الثقافي المتنوع من مسرح ومعرض كتاب وأسابيع ثقافية وغيرها، تساعد بلا شك في تعزيز قيم الوعي الثقافي للمجتمع. كما أنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار مستجدات العصر والظروف الراهنة ومعطياتها ومتطلباتها؛ وذلك في الكتابة للطفل والإعداد له؛ لأن التغير الذي يشهده العالم يحمل أبعاداً مختلفة لم تكن تحملها المراحل السابقة.
بقي أن أقول إنه يجب أن تتعاون وزارة التربية والتعليم مع وزارة الثقافة ومكتبة الملك عبد العزيز العامة في إقامة هذه المهرجانات؛ لأنها - أي وزارة التربية والتعليم - هي الحاضن للطفل، ومن هنا فإن زيارة طلاب وطالبات التعليم العام للمهرجان والمشاركة في فعالياته تعد أمراً ضروريا وحتمياً.
وأخيراً، فقد عاشت العائلات يوماً عائلياً جميلاً في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، فتحية شكر وتقدير لسعادة وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية الذي ينجز بصمت، وتحية أخرى لمسؤولي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ونحن وأطفالنا جميعاً بانتظار القادم من المهرجانات الثقافية.
فاصلة:
أتمنى أن تعيد وزارة الثقافة النظر مرة ومرتين في النظام الصوتي لمسرح مركز الملك فهد الثقافي؛ لأنه أفسد اكتمال جمالية المتعة.
أستاذ المناهج المشارك بجامعة الإمام
alelayan@yahoo.com