بعض القصائد جميلة في قافيتها ووزنها ولكنها تفتقد للترتيب في أفكارها ومعانيها، إذ يبدأ بها شاعرها بداية جيدة ثم ما يلبث أن يجنح بها بعيداً عما بدأها به، فتجد فيها التخبط وعدم السير على نهج واحد، وفكرة واحدة فكل بيت بعيد عن الآخر، وإذا بحثت بين ثناياها عن مبتغي ومراد الشاعر تحتار لأنها غير مرتبة الأبيات، وهذا أمر يلحظه الكثير وهنا يُحكم عليها بالفشل وإن كانت مقفاة وموزونة فالقصيدة الجميلة لا يكون جمالها وروعتها فقط بالوزن والقافية، بل بتوفر الكثير من مقومات النجاح لها من وزن وقافية ومعنى رائع وترتيب للأفكار والتزامها بالبحر الواحد لكل أبياتها وتضمينها الكلمات الراقية المنتقاة من القاموس اللغوي، وتكتب بأسلوب سلسل ومحبب فيه التجديد الذي ينشد معه القارئ اللبيب، ويستمتع بأبيات القصيدة حين يقرؤها أو يستمتع إليها، وحينما نتأمل جيداً وندقق في بعض ما ينشر في بعض الصحف والمجلات نرى على أرض الواقع افتقار جم من القصائد التي وزنت وقفّيت لكنها لم ترتب مما يجعلها غير مكتملة الفنيات فالترتيب فيها غير موجود، وكذلك بعض الأساليب البلاغية، زيادة على خلوها من الكلمات التي يتضح فيها التجديد، والنظم الفريد، كما أن في بعضها قسوة وغلظة، وكلمات نابية أقل ما نقول عنها أنها غير مؤدبة ولا تصلح لتكون ضمن القصيدة وهي دون أدنى شك من الأسباب الرئيسة لعدم صلاحها ولفشلها، وكلما التزم الشاعر بالأسباب والمقومات التي تعينه على نظم القصيدة نجح في إيصالها إلى بر الأمان، وخرجت رائعة ودرة ثمينة، وهنا أتوقف وأدعو كل شاعر للحرص على كل ما يجعل ما يجول بخاطره ويسطره بقلمه من الأبيات الشعرية يخرج فذا وفريدا، بسلوك كل طريق يوصله لذلك، وهذا في صالحه وصالح الأدب ومحبيه، وللجميع شكري وتقديري ومحبتي.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس
Abuabdulh58@hotmail.com