الإهداء إلى.. كل من تشرفت بمعرفتهم وكل من نلت وسام صداقتهم.. حيث لا أملك أمام حزن الرحيل وشجون الوداع إلا.. هذه المشاعر التي أرجو أن تشفع لي بوداعهم، وتبقيني في ذاكرتهم. |
هبت ذعاذيع الصبا والشمس مالت للمغيب |
ولاح الشفق رمز الوداع اللي مثل لون الخضاب |
عديت في رجم الغلاء وانا من الفرقا صويب |
وان جيت أودع للرياض.. اموت من طريا الغياب |
حولت ضايق خاطري واسمع بصدري صوت ذيب |
عيني بكت لفراقها.. قلبي من الأشواق ذاب |
خمسة عشر عام انقضت واصبحت في حكم الغريب |
قرب الرحيل وخاطري من حبها ما يوم طاب |
يا كثر ما فيها اصدقاء.. وياما بها لي من قريب |
ناس معادنهم ذهب ورجال دمثين الجناب |
نطاقهم مثل العسل وقلوبهم مثل الحليب |
اظما على شوفي لهم واحسب لفرقاهم حساب |
ضحيت في مستقبلي كله على شان الحبيب |
اخوي حسبة والدي ملزوم اخدمه يوم شاب |
ترخص له الدنيا واجي لرضاه لو وضعي صعيب |
واوصّي عيالي عليه ان حطني تحت التراب |
ولاني مطيع اللي يقول ان الزمن (جحّاد طيب) |
لو قالها شاعر فحل.. لكنها ما هي صواب |
العيب ماهو بالزمان يطيب ولا ما يطيب |
العيب في طبع البشر والوقت يكتب بالكتاب |
يبيّن اطباع البشر ويداوي الجرح العطيب |
وجوه تراوح حالته بين الصحاوه والضباب |
والطيب ما حد يجحده يا غير مردي النصيب |
اللي يحس ان الوفاء والجود نوع من العذاب |
هذاك تقطع ساقته.. ويحط فوق اسمه صليب |
ان جاء ما هو يا مرحبا وان راح عله للذهاب |
والبخل هو ساس الردى من دون شك ودون ريب |
وبيت الردى من خلقت الدنيا تعداه الركاب |
اللي يبي وسم الردى يلقاه بالوجه الغضيب |
وجه يفور من الحسد دمه ليا شاف السحاب |
واللي يبي حلو النبا والجود والصدر الرحيب |
ينشد عنه حجرف وابن ناحل ويلقى له جواب |
والوجد هو سم الغلا من يمرضه ما له طبيب |
بالذات لا ضاع الأمل والحلم بعيونه سراب |
يقوله اللي جاوب الورقا على خضر العسيب |
ونزف خفوقه للزمن قصة غيابه يوم غاب |
رشيد محمد الفريدي |
|