حين يتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله قلادة أبي بكر الصديق رضي الله عنه من الطبقة الأولى تقديراً لإنسانيته وما يقدمه لخدمة الإنسانية فإن ذلك يعني أول ما يعني أن الأوسمة تعرف أية صدور يجب أن تشع عليها، وأن التاريخ يُدرك أي الأسماء قادرة على إضاءة صفحاته.
وحين قدمت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر هذا الوسام لخادم الحرمين الشريفين، فإنما تكون بذلك قد اكدت على أن الأعمال الإنسانية التي يقوم بها المقام السامي على مختلف الأصعدة إنما وصلت حداً أصبح أيُّ وسامٍ في مقابلها يبدو قليلاً، خاصة وأنه يؤكد خادم الحرمين الشريفين في كل موقف على وجوب متابعة العمل الإنساني في كل المجالات وفي مختلف العناوين العربية والإسلامية والدولية.
حين تخصص المملكة 5% من دخلها او إنتاجها الوطني مساعدات إنسانية على مستوى العالم كله، وهو ما تؤكده السجلات الدولية، فإن هذا يعني أن هذه المملكة بقياداتها المتعاقبة والمتوجة بقيادة الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز هي مملكة الإنسانية من الدرجة الأولى سواءً أكان ذلك في مجالات الإغاثة أم في بناء المدارس والمستشفيات، أم في توفير العلاجات والفرص الحياتية وعمليات البناء التحتي لكثير من دول العالم، كل ذلك في ظل تصدّر المملكة لقضايا إنسانية تبادر إليها قبل غيرها، وفي كثير منها يبادر إليها شخصياً خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعزّه الله، الذي لا يكاد يسمع عن توأم بحاجة إلى فصل في أي مكان في العالم وعجز عن عمل ذلك الآخرون، فإنه يوعز إلى الجهات المختصة بالعمل الفوري إلى الإنجاز، وعلى حساب مقامه الخاص، بل إنه لا يترك الأمر للصدفة أو لردة الفعل، لكنه يتحسس حاجات الناس وفي مقدمتهم مواطنو المملكة، وكم يبدو مسروراً وهو يقيل عثرة عاثر، أو يجبر كسر مكسور، حتى سماه شعبه جابر العثرات الكريم.
إن هذا الموقف الإنساني وهذا الأداء الإنساني من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتعدى حد العمل المجرد، ليصل إلى قلب الأداء الحضاري الذي يعطي صورةً بهية عن خلق الإسلام والمسلمين الذين زرعوا الأرض عبر التاريخ بالمواقف الإنسانية والحضارية، دون أن يغالوا في فكرهم أو أدائهم.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز امتدادٌ أمين لرجالات المسلمين وقادتهم في عصر النهضة الإسلامية والحضارة الإنسانية التي انشأها هؤلاء لينيروا الطريق للإنسان حيثما كان.
نعرف أنه ما من وسام وما من قلادة تفي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حقه من التكريم والتقدير، حتى لو اجتمعت كل القلائد وجميع الأوسمة.. أغلى من ذلك كله دعوات السعوديين والسعوديات والعرب والمسلمين له بطول العمر.. وتمام العافية.. ودوامها، والمحبة التي تنبض بها قلوب مئات الملايين في مختلف جهات الأرض. حفظ الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأسبغ عليه نعمة الخير والعطاء وأيده ونصره، وحفظ مملكتنا وشعبنا من كل مكروه، وذلك هو ما نحن في حاجة إليه في زمن التجاذبات، وما يسعى فيه البعض للكيد والمكر لهذا الوطن وطن الإنسانية بقيادة صانع الإنسانية، ولكن خابت كل حسابات رؤوس الفتن، وذابت في ميدان العطاء السعودي الأصيل كل محاولات الدس والتخريب.. تاليتها؟!.