ضمن جهودها في نشر الكتاب الإسلامي أصدرت مؤسسة الوقف كتاباً جديداً بعنوان (التسامح والعدوانية بين الإسلام والغرب) لمعالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عضو مجلس أمناء مؤسسة الوقف.
يتناول موضوعاً من أبرز وأهم الموضوعات في الفكر المعاصر لارتباطه بالواقع من جهة، وبالتأصيل العلمي والتاريخي من جهة أخرى، مما يجعله محلاً لمنطلقات متعددة لمعظم الذين يتحدثون دفاعاً عن الإسلام وتوضيحاً لمنهجه وتجلية لحقائق غير ذائعة.
ويؤكد الكتاب أن الإسلام انتشر طواعية بين الناس لما فيه من عقائد صافية، ومبادئ سامية، وقيم نبيلة، ومفاهيم سوية، ولذا أقبل الناس عليه لما وجدوا فيه من عدالة للجميع، واحترام للحقوق، وحفظ للعهود، وعمل بالمواثيق، ورحمة بالضعفاء، ونصرة للمظلومين.
ويتابع معالي المؤلف في بيانه لمنهج الإسلام وما اشتمل عليه من مبادئ وقيم وقوانين وأحكام وتوجيهات، تؤكد حقيقة هذا الدين وتوضح أهدافه وغاياته، كل ذلك وفق تأصيل علمي، ورؤية واقعية، وأدلة نقلية، وبراهين عقلية.
يحتوي الكتاب على ثمانية فصول تضمنت بيان مفهوم التسامح في الإسلام وأنه وحسن الخلق من أهم ما يميز الشخصية المسلمة، مشيراً إلى علاقة المسلم بالكون والطبيعة، وانسجامه معهما وفق قانون التسبيح العام، مؤكداً أن الإنسان إنما خلق لعبادة الله تعالى وعمارة الأرض، كما يشير الكتاب إلى أهم العقبات التي تقف في طريق فهم الغرب للإسلام.
كما تناول معالي المؤلف مفهوم الوسطية والاعتدال، وكيف كان للإسلام السبق في إلغاء الطبقية والتمييز العنصري وقبول التعددية الثقافية، منوهاً إلى أن علاقاته الدولية - على خلاف غيره من الديانات والنظريات - مبنية على قوانين وقواعد شرعية لا يمكن أن يتجاوزها لرغبات توسعية أو انتقامية.
ويجلي الكتاب زيف شعار التسامح الذي يدندن به أساطين الثقافة الغربية وصانعو القرار فيها بذكر نماذج من الحوادث والوقائع التي توضح أن التسامح لدى الغرب إنما هو مجرد شعار يفتقر إلى كثير من الظهور في الواقع.
يتناول الكتاب أيضاً أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالتحليل والمناقشة، ويشكك المؤلف في نسبة العمل إلى من أشارت إليهم الأجهزة الغربية ويحلل منطلقات الغرب للدفع بوقوع هذا الحادث الإجرامي مستدلاً بأحداث ووقائع وتصريحات القادة الأمريكيين أنفسهم، وبعض ما أعلنته وسائل الإعلام الغربية.
وقال المدير العام للمؤسسة الدكتور محمد بن ناصر الكثيري: إن إصدار هذا الكتاب يأتي ضمن جهود المؤسسة لرفد المكتبة العربية والإسلامية بالكتب العلمية والفكرية المؤصلة وتعزيز قيم التسامح التي جاء بها الإسلام وحث أتباعه عليها وانتهاجها طريقاً لكافة تعاملاتهم وشؤون حياتهم.
الجدير بالذكر أن مؤسسة الوقف تزخر بالعديد من الأنشطة والفعاليات الدعوية والتعليمية ومنها إنشاء المدارس والمعاهد الشرعية لأبناء المسلمين في مناطق هولندا وأوروبا الشرقية والجمهوريات الإسلامية، وإعداد المناهج التعليمية وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وقد أعدت لذلك منهجاً متميزاً اعتمد تدريسه في العديد من الجامعات العالمية.
ومن أهم جهود المؤسسة العناية بالدراسات العلمية والفكرية الجادة حيث أصدرت سلسلة من الكتب أهمها كتاب (قطوف من رياض الصالحين) الذي ترجم إلى (7) لغات عالمية وكتاب (الأقليات المسلمة في مواجهة فوبيا الإسلام) وكتاب (الوقف وأثره في الدعوة) وكتاب (من قضايا المرأة تأصيل شرعي لقضايا ملحة) وغيرها من الكتب العلمية والفكرية والتربوية.