الكتاب: إتحاف الأنام
بمن اسمه سلمان من الأعلام
المؤلف: صالح محمد الجاسر
تعد التراجم والسير مجالاً خِصباً للبحث والدراسة من قبل المؤرخين والباحثين، وهذا الجانب حظي بعناية كبيرة على مدى القرون من المؤرخين المسلمين الذين تناولوا السير والتراجم بطرائق مختلفة.
فإضافة إلى كتب التاريخ التي تؤرخ للأحداث حسب السنين، وتتطرق خلال تناولها الأحداث سير الأعلام الذين عايشوا تلك الأحداث، ووفياتهم.
مثل (البداية والنهاية) لابن كثير (وتاريخ ابن خلدون) و(تاريخ الطبري) و(الكامل في التاريخ) لابن الأثير و(تاريخ الإسلام) و(العبر في خبر من غبر) للذهبي و(شذرات الذهب في أخبار من ذهب) للعماد الحنبلي.
هناك من المؤلفين من خصص البحث عن الأعلام دون التطرق إلى الأحداث التي عاصروها، وقدم تراجم لهؤلاء الأعلام بشكل موسع أو مختصر حسب منهج المؤلف.
وهذا الكتاب هو الوحيد -كما يذكر المؤلف- الذي يتناول من يحملون اسم (سلمان) دون غيره من الأسماء، وإن كانت الكتب التي تتناول من يسمون باسم واحدٍ قليلة.
وأدرجتْ في هذا الكتاب من حملوا اسم (سلمان) حتى وإن أورد بعض المؤرخين روايات أخرى للاسم مثل سليمان أو سلمة.
وحرص المؤلف على تضمين هذا الكتاب كل ما استطاع الوصول إليه ممن حملوا هذا الاسم، وسعى للتعريف بهم أو الترجمة لهم مهما كانت الترجمة قصيرة أو مختصرة، ومهما كان هناك خِلافُ بين المؤرخين حول أسمائهم.
ولم يجعل سيرة المترجم له مقياساً، فالكتاب معني بمن حمل الاسم دون النظر إلى ما تضمنته سيرته من عملٍ حسن أو سيئ، كما أن طول الترجمة أو قصرها لا علاقة له بأهمية المترجم له.
واقتصر المؤلف في هذا الكتاب على من حمل هذا الاسم من السابقين الذين لهم ذكر في كتب التاريخ والتراجم والحديث والأدب.
ولم يتطرق إلى من هم معاصرون لنا من الأحياء ممن يحملون اسم سلمان، وهذا ما درج عليه المؤرخون السابقون.
وحرص - قدر الإمكان- على ترتيب الأعلام الذين ذكرهم في الكتاب حسب تاريخ وفاتهم بعد من حمل اسم سلمان من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وخلال قرابة الأربعة أعوام من العمل على إعداد هذا الكتاب حرص المؤلف على الرجوع إلى أكبر عددٍ أمكن الرجوع إليه من المصادر والمراجع للبحث عمن حمل هذا الاسم، وبلغ ما رجع إليه أكثر من مائة وعشرين كتاباً.
وقد أدرج المؤلف رصداً بالمراجع التي رجع إليها في كل ترجمة على حدة، وجعل هذه المراجع التفصيلية في آخر الكتاب، ليسهل على من يرغب التوسع الرجوع إليها.
وخلال بحثه عمن حمل هذا الاسم من الأعلام لاحظ المؤلف عدة ملحوظات هي:
* أن من حمل اسم (سلمان) قليل من الأعلام، وهناك مراجع عديدة لم يجد فيها أي إشارة إلى علم من الأعلام يحمل هذا الاسم، في حين اكتفى بعض المؤرخين بإيراد معلومات مختصرة جداً عن بعض الأعلام، ويكفي للتدليل على ذلك أن خير الدين الزركلي لم يذكر في كتابه (الأعلام) سوى أحد عشر علماً يحملون هذا الاسم، وترجم لبعضهم بكلمات قليلة.
* أن بعض من حملوا هذا الاسم هم من الصحابة والمحدثين.
* أن المؤرخين اختلفوا حول أسماء بعض الذين حملوا اسم سلمان، فذكروا في مراجع عديدة على أن اسمهم سليمان، وأحياناً سلمة، بل إن بعض المؤرخين ذكر اسم سلمان وسليمان في أثناء الحديث عن شخص واحد.
* أن ندرة من حملوا اسم سلمان لم تقتصر على العصور المتقدمة، بل وحتى عصرنا الحاضر فكتب التراجم التي تؤرخ لأعلام القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين لم تذكر إلا القليل ممن حملوا هذا الاسم.
* أن هناك أسراً تحمل هذا الاسم من السنة والشيعة والدروز والمسيحيين، ويتكرر هذا الاسم في بعض الأسر بسبب حمل أحد أجدادها اسم (سلمان).