إعداد - تركي إبراهيم الماضي
الثقافية - محمد بن عبد العزيز اليحيا
هي المجموعة القصصية الأولى للدكتورة رحاب إبراهيم والصادرة مؤخراً عن دار للنشر وتقع المجموعة في اثنتين وتسعين صفحة من القطع المتوسط. امتازت هذه المجموعة بتناولها المباشر للحكاية بلغة شعرية رقيقة تنساب عينك لا شعوريا بين أسطرها فتظل مأخوذاً باستفزازاتها الجميلة لفضولك (أنت لست هنا، لكن أي مصاب هو مصابك في المقام الأول.. بإرادتك رغما عنك) فهي بين نصوصها لا تحمل ضجيجا يملأ رأسك بكل شيء، بل تكتفي بلفت انتباهك للأشياء الصغيرة التي تولد في داخلك ما تريد حرثه ليستنبت الأسئلة بصياغتك أنت حين تتيقن من اختفاء كل آثار الأقدام التي خلفتها وراءك، تبدو عودة الأجنحة قريبة ومنطقية جداً.. تواصل التقدم إلى عمق البحيرة.. فهي تحيك ببراعة قميصا للحكاية ملائما لما تريد البوح به دون تشظي مثلما تقول (دائماً ينفلت دون أن نحس.. تاركا لنا أشياؤنا الصغيرة.. نحاول أن نقبض عليها كي لا تنفلت هي الأخرى.. نقيم لها المتاحف والأغاني والنصب التذكارية، نرجوها أن تبقي ولو قليلا..) الزمن.. يجعلنا عابرين أو يجعل الأشياء تعبر من خلالنا، فيصبح كل شيء مؤقتاً.. وتصبح العلاقات بالأشخاص والأماكن حالات متبادلة من الاشتباك والفتور.. لكننا نرفض الاستسلام له.. نستمر في ملاحقته، التشبث به.. وهو مستمر في الانفلات نتحصن بألبوم صور قديم أو أغانٍ مسجلة لنوهم أنفسنا أن لا شيء تغير.. أننا ما زلنا كما نحن.. وأن أماكننا الجميلة لم تتغير.. وأن من نحبهم ما زالوا هناك.