لا يختلف اثنان على قيمة العمل الخيري ومدى أهميته في تعميق الحس الإنساني عند الإنسان، إضافة إلى فاعليته في التكافل والترابط والتعاضد بين أبناء المجتمع، وهو الأمر الذي حث عليه ديننا الإسلامي ورفع من قيمة فاعله ومؤديه، واعداً إياه بالخير الكثير في الدنيا والآخرة.

وهذا الخير يمكن استقصاؤه وملاحظته في منابع كثيرة في صحة الإنسان وفي رزقه، وفي عمله، وبكل ما يتصل بحياة الإنسان، بل إن أثر فاعل الخير يمتد إلى ذريته وأسرته.

في مجتمعنا - ولله الحمد - ما زالت ثقافة فعل الخير متجذرة في النفوس، تتبلور في مواقف وحالات كثيرة، تلمسها وتراها ماثلة أمام عينيك، في صور عديدة ومختلفة، تكبر وتصغر حسب الموقف، غير أنها لا تخرج عن إطار الحس الديني والإنساني المتغلغل في النفوس.

ومن الحالات التي استوقفتني كمثل في الشعور بالآخرين ورفع معاناتهم فعل السيدة (كرم الوراق الحجيلان) حرم معالي الأستاذ جميل الحجيلان التي خصصت جزءاً كبيراً من وقتها للنشاط الخيري التطوعي، وهي تقوم به على مستويين، مستوى مشاركتها ومساهماتها العامة في المناشط والجمعيات الخيرية، ومستوى مشاركتها الشخصية بافتتاحها مكتباً خاصاً بها منذ أحد عشر عاماً، تقوم بالبحث عن الأسر المحتاجة، واستقبال طلبات الإعانة، ثم تقديم مساعدات عينية شهرية لتلك الأسر المحتاجة.

وقد بذل المكتب جهداً كبيراً في دراسة الحالات واستقصاء الطلبات، ومع الوقت تطور عمل المكتب إلى شراء بيوت للأسر المحتاجة بالاعتماد على فاعلي الخير والمساعدة على إخلاء سبيل المسجونين الموقوفين لعجزهم عن سداد دَيْن وسداد قروض بنكية.

عمل دؤوب نشط لا دافع له إلا حب الخير ورفع معاناة الآخرين، كان نتاجه خلال الأحد عشر عاماً الماضية من دفع إيجارات وكسوة وأرزاق وخلافه مبلغ (13.441.778) ريالاً.

ختاماً، تحية اعتزاز وتقدير للسيدة كرم الوراق الحجيلان أنموذجاً رائعاً لإسهام ودور امرأة من الوطن تواصلت مع مجتمعها، فحققت كسباً بالخير والبركة والثواب من عند الكريم إن شاء الله تعالى. ونسأل الرب أن يكون ذلك كله في ميزان حسناتها.