الأم أحلى كلمة على شفة تفيض صدقاً وحباً، وأغلى درة في حياة الإنسان؛ لأنها تحيا له ويحيا بها. الأم معنى جميل منسجم كالرحيق شفاء وصفاء، ومن روحها يستلهم الفؤاد أسمى آيات الوفاء والود. هي كلمة تستعذبها الألسن؛ لأنها سر الوجود وإكسير الحياة، وروح فياضة بالحنان مشرقة بالسرور. هي رمز تحمل المشقة ولا تشق، تتحمل المكابدة والمعاناة وتواجه ذلك بالصبر، نعم تعاني وتكابد لتخرج طفلاً إلى هذا الوجود - بأمر ربها - تبتسم له الحياة ويبتسم لها بعد أن حملته كرهاً ووضعته كرهاً. الأم هي البسمة المنبعثة بالمحبة والمودة، وهي الرحمة التي ترسل برداً وسلاماً على أرواح أبنائها. تبتسم فتبتسم الدنيا بأسرها حباً وبهجةً، تبكي فتبكي لبكائها الحياة كلها. |
تتداعى من وجدانها همسات الحب والألفة ورباط الأسرة، وترقى بكبريائها همهمات الأطفال ونبضات تعلقهم بها. الأم بحر فياض، ونهر عذب، وروضة وارفة، وحديقة غناء ما أجملها من درة! |
هي رونق البيت الأسري، وتاج ارتياحه الذي يعيشه فخراً وعزةً. وصدق الشاعر حيث يقول: |
الأم مدرسة إذا أعددتها |
أعددت شعبا طيب الأعراق |
فهي مدرسة للخلق والأدب والعلوم بأنواعها، وهي الأساس للبناء المجتمعات والنهوض والتقدم. تداعب طفلها فيحدوها الفرح والسرور والأمل الباسم، وتشير إليه اعتزازاً وفخراً وتقبله حناناً تسهر عليه إذا مرض وترسل دموعها عندما يئن ويتألم، دموع المشاعر الصادقة الصادرة من قلب ممتلئ بالعطف مجبول على الحنان يتهادى في مسار الأمل فيا لحسرة وندامة من أدمى فؤاد أمه بخنجر عناده وجبروته، وأسال دموعها بدخان أذيته ومقته وجعلها مرمية شريدة في زوايا الظلام ومتاهات الوحدة وغياهب الذبول والضعف والتشريد. فمهما قيل في الأم من كلمات وعبارات، ومهما صيغت الحروف لحناً عذباً، وأغنية حلوة فلن تفيها حقها فهي أم الحنان والإحسان والمروءة. |
وختاما أهدي إلى الأم الحنون ما فاضت به مشاعري في هذا المقام. |
رمز الحنان إلى رحابك أنتمي |
أماه حبك بالفؤاد وفي دمي |
يا بسمة الآمال فجرك عابق |
أنت المنى وبك استهام تكلمي |
أماه من عينيك أجريت الهوى |
لحناً ليلحفني بفيض تكرم |
كم عبرة أرسلتها حين الأسى |
يغشاك عند توجعي وتألمي |
|