ربما لو شققنا عن صدور الناس لنتقفى آثارا بقيت فيها منذ مواقف في الصغر أو النشأة عبر مراحل النمو المتفاوتة في خصائصها... لوجدنا أكداسا من الندوب والنتوءات... بل ربما وجدنا بعضا من الدموع قد تصحرت أو تحجرت...
بعودة لدفاتر الموثقين لخطاهم... أو المسطرين لأحداث حياتهم... أو المتحدثين بسير خطواتهم نجدهم يعبرون شعرا ونثرا عن تلك التي تتكتل في الصدور من الكثير من الأمور التي تمر ولا من يشعر بها... ناهيك عن أولئك الذي يكتمون ولا قدرة لهم على البوح...
حتى إذا لف الزمن قال الأب لابنه: كنت أتألم باكيا من تلك التفرقة التي كان يقيمها أبي بيني وبين أخي... أو قالت الأم مثل قوله وربما اختلف...
ما تتركه أساليب التعامل مع الإنسان في مراحله البكر لا تمحوه تيارات من الكلمات في هدرها النقي ولا تغسله بسمات تنقش لوحات حب في الوجوه عند الكبر...
نفوس من زجاج وقلوب من نسيج متهتك تلك التي لو شققتم عنها الصدور لوقفتم كثيرا تتساءلون: لمَ هذا الذي كان...؟
ولمَ هذا الذي كان...؟ سؤالٌ قد يولد سؤالا آخر: ولمَ هذا الذي يكون..؟
بين ما مضى... وما هو قائم... وما سوف يأتي فرص للعودة من حيث يشهق الجنين خارجا من جوف أمه...
فما الذي ستفعلون...؟