بالأمس وحينما جاء شباب قرية (سبت الجاره) إلى مقهاهم المعتاد لتناول الشاي والقهوة كعادتهم اليومية فوجئوا بوجود ثلاثة من (الغرباء) يجلسون في المقهى ثم ما أن استووا على مقاعدهم حتى أخذ الغرباء الثلاثة يحدثونهم أولاً عن الجهاد. وبعد أن عرفوا أن بعض الشباب (عاطلين عن العمل) عرضوا عليهم الجهاد مقابل (أن يحققوا لهم ما يطلبونه) - (أي استغلال ومساومة) وعلى رؤوس الأشهاد (!!)
***
ولكن والحمد لله لأن شباب القرية يملكون الوعي الكامل (بهكذا أساليب) ولتنامي الحس الوطني العالي لديهم ولشعورهم بالمسؤولية الأمنية تجاه وطنهم الحبيب فقد قاموا بإبلاغ الجهات الأمنية في القنفذة التي تتبع لها تلك القرية فقام رجال الأمن البواسل بإلقاء القبض على الغرباء الثلاثة ووجدوا بحوزتهم ملابس نسائية وبطاقات مزورة ويحملون أفكاراً منحرفة ولديهم جوازات سفر مزيفة (!!؟).
***
بالطبع ما يعنينا في هذا الخبر هو أن أصحاب الفكر المنحرف قد أخذوا يتجهون إلى القرى لاعتقادهم أولاً أن أهل القرى أقل وعياً وأكثر بساطة، وأشد حاجة للعمل من مواطنيهم أهل المدن ولكن شباب (سبت الجاره) قد أحبطوا توقعاتهم واعتقادهم، ثم ما يهمنا ثانياً من الخبر هو استغلال أصحاب ذلك الفكر لحالة البطالة التي هي أسهل الطرق للدخول إلى أفكار الشباب (العاطل) لتحقيق مطالبهم المادية والعملية والحياتية - لا سيما حينما تقف بعض الشروط التعجيزية في التوظيف أمام الشباب متدني المستوى التعليمي وخصوصاً من يفشلون في الدراسة منذ المرحلة المتوسطة بل وحتى الثانوية إذ تغلق الفرص الوظيفية أمامهم حتى في القطاع الخاص الذي يشترط على المتقدم للوظيفة أن تكون شهادته جامعية، وأن يكون لديه خبرة في مجال العمل المطلوب عادة ما تكون (5) سنوات فأكثر، ناهيك عن شرط (اللغة) وإجادة استخدام الكمبيوتر وغيرها مما لا تتحقق حتى لدى (خبير) معتبر لا شاب مبتدئ يبحث عن لقمة العيش.
***
وبالطبع هذه الاشتراطات وغيرها ولأن وزارة العمل لم تقدم خطة شاملة كاملة لحل هذه المشكلة الخطرة فقد تشكلت في المجتمع طبقة من الشباب (الدّشير) الذين لا هم لهم إلا التسكع والسهر والتجول في الأسواق وممارسة التفحيط ولربما الوقوع في شرك المخدرات أو منظمات الفكر الضال.
فمن ينقذ هؤلاء الشباب ومن يحل مشاكلهم من الجذور، ذلك ما نتمناه لهم وللوطن أيضاً.