حينما نستعرض مسيرة أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب فهذا يدل بلا شك على أهمية القيمة الإنسانية العليا التي يمثلها نظراً لما يمثله سموه من ثقل في المبادرات النادرة ليس على مستوى الوطن فحسب بل يتعداه إلى المستويين الإقليمي والعالمي.
وفي نفس الوقت فإن مسيرة العمل الإنساني في شخص الأمير سلطان بن فهد تسجل نفس المعاني السالفة الذكر وبكل الموضوعية خاصة إذا عرفنا أن أعماله الخيرة تتصل بثقافة البيئة السعودية القائمة على الدين الإسلامي والقيم والتقاليد والسجايا العربية فيما تعبر أيضاً عن قيم الوطن والمواطن.
وفي ظل هذا الوعي فإن منظومة العمل النبيل والمبادرات الإنسانية التي نقرأ عنها كل حين للأمير الإنسان من دعمه للأبحاث العلمية والأبحاث الطبية فإنما تنطلق من إنكار ذاته وبذله وعطائه من أجل الآخرين وأخلاقياته وسماحة ورحابة صدره وإيمانه بالله والتوكل عليه قبل كل شيء ومراقبته في السر والعلن.
إن قراءة للسجل الإنساني الحافل بالمعطيات والإنجازات لشخصية الأمير سلطان بن فهد تبرز لنا جميعاً تميز وكفاءة وحب الخير لهذا الرجل فقد قدم دعماً مادياً لمجموعة من الباحثين الذين توصلوا إلى علاج أعتى الأمراض خطورةً وانتشاراً وهو التهاب الكبد الوبائي الفيروسي وتقديم العلاج لأكثر من (600) ألف مريض داخل المملكة من ضمن (100) مليون مريض في العالم الثالث وهي مبادرة تشكل علامة إنسانية وحضارية كبيرة تجيء لتؤكد على تكامل المجالين الرياضي والإنساني، فإذا كانت الرياضة تسعى لتقريب الشعوب وتواصل الحضارات، فإن ما هو إنساني يفيض على مختلف المجالات الحضارية ويسبغه بأواصر الحس الإنساني والوعي الروحي العميق وهو الأمر الذي يشير إلى هذا الفعل الإنساني النبيل من لدن أمير الشباب.
الشاهد في الأمر أن مبادرة جديدة أطلقها الأمير سلطان بن فهد ضمن عطائه المستمر هي دعم البحوث العلمية لإنتاج مبيدات عضوية بديلة عن المبيدات الكيميائية التي تمكن المزارعين من استخدام هذه المبيدات في جميع أنحاء العالم العربي في حقولهم الزراعية خلال الستة أشهر القادمة.
إن هذا الدعم المالي الكبير الذي يقدر بالملايين الذي قدمه الأمير الإنساني سيقدم المبيدات الحيوية التي ستقضي على كل المسببات الفطرية المرضية للتربة وضعف النباتات وموتها ومن المتوقع أن تحل هذه المركبات منفردة محل عشرات المبيدات الكيميائية الفطرية التي يشكل استخدامها مصدر تلوث بيئي عدا أن هذه الدراسات - وهذا هو المهم بالنسبة لنا - أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن لهذه المبيدات سبباً مباشراً في الأمراض المستعصية مثل السرطان والفشل الكلوي والكبد.
ما أذهلني أن الأوساط العلمية تتحدث عن هذه النتائج وتحويل هذه الأبحاث المهمة إلى التصنيع وتحقيق البدائل الطبيعية بديلاً عن الكيماويات التي أثبتت ضررها وتؤكد أن دعم الأمير سلطان بن فهد هو امتداد للدعم المتواصل منه للمجتمعين الإنساني والعلمي وبالتالي فهو يسجل تميزاً استثنائياً من خلال دعمه للأبحاث العلمية والطبية بما يحقق إنجازات علمية كبيرة تستحق أعلى مراتب التقدير والاحترام.
واستكمالاً لما يفعله أمير الشباب والرياضة وما يقدمه من ملايين واستمراراً لما يكتبه الكثيرون حول أهمية دعم الأعمال الإنسانية، فإنني أناشد البنوك والمؤسسات الكبرى ورجال الأعمال السعوديين الذين هم وطنيون في المقام الأول بتنظيم حملات ضخمة لدعم الأبحاث العلمية في مختلف المجالات تيمنا بالأمير سلطان بن فهد والتوعية اللازمة لأهمية هذه الأبحاث ونتائجها لصالح البشرية.
ثمة أمر أخير أعيد طرحه على أمير الإنسانية والشباب وهو ما اقترحه الزميل الكاتب الدكتور سامي المهنا في إحدى مقالاته بالعمل على طبع مثل هذه الأبحاث على شكل كتب علمية وبعدة لغات وتوزيعه على المراكز العلمية والجامعات والمعاهد الطبية والمستشفيات، فمن المؤكد سيكون لهذه الكتب عظيم الأثر وكأنها دعوة عامة للوقاية من الأمراض وعلامة مضيئة في مجال الأبحاث العلمية السعودية.
نجدد التحية والتقدير للأمير الإنسان سلطان بن فهد والتقدير لكل الذين تابعوا وأنجزوا الأبحاث العلمية وكتبوا حول نتائجها ولا يفوتني أن أشيد بكل ما تلقيته من عشرات الرسائل في بريدي الإلكتروني تعقيباً على ما كتبته من قبل حول هذه الأبحاث وأهميتها امتناناً وعرفاناً لأمير الرياضة الإنسان سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد أدعو الله عز وجل أن يجزيه خير الجزاء وأن يجعل ما يقوله للإنسانية والبشرية في ميزان حسناته.
Maysay777@hotmail.com