إنّ من الصعب، بل من المستحيل، أن يُكتب تاريخ الرجال العظام بشكل يبرز المكانة اللائقة بهم، ويفصح عن نوادر الفكر والسلوك الذي أفادوا به البشرية في مسارها نحو تحقيق أهدافها الإنسانية.
إنّ فيصل بن عبدالعزيز هو أحد هؤلاء العظام، وكتابة تاريخ أحد هؤلاء يستلزم أن يكون الكاتب ملازماً له على الدوام، وأن يكون على وعي تام بالأمور وذا تمييز لها ومتطلباتها؛ حتى يمكن أن يرصد ما يلزم رصده من الوقائع والمقررات والنتائج.
لقد وهب الله سبحانه وتعالى فيصل بن عبدالعزيز عقلاً راجحاً وفكراً ثاقباً وعزيمة صادقة، وهيأ له نشأة إسلامية سليمة؛ حيث تربى تحت رعاية وتوجيه والده العظيم الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وحسبك به موجهاً مرشداً، وقد برزت عليه علامات النجابة في سن مبكرة؛ ما جعل والده يدفع به في مجالات الحياة العملية أثناء تأسيس الدولة، فكان عند حُسن الظن به.
لذا يحسن بنا أن نتواضع كثيراً حينما نضع مثل هذه العناوين (تاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز)، ونضع بدلاً من ذلك (من تاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز).
وإذا أردنا أن نضع مؤشرات لما قد يكتب عن تاريخه - رحمه الله - فإنه يمكننا أن نقول:
1- ملامح عن فيصل بن عبدالعزيز القائد العسكري
2- ملامح عن فيصل بن عبدالعزيز رجل القيادة والبناء
3- ملامح عن فيصل بن عبدالعزيز رجل الإصلاح والتطوير
4- ملامح عن فيصل بن عبدالعزيز رجل السياسة الدولية
5- ملامح عن فيصل بن عبدالعزيز رجل العقيدة والشريعة والدعوة إلى الله
6- ملامح عن فيصل بن عبدالعزيز رجل العدل والإنصاف
7- ملامح عن فيصل بن عبدالعزيز رجل الاقتصاد والتخطيط
8- ملامح عن فيصل بن عبدالعزيز رجل الشورى والموضوعية
إلى غير ذلك من الموضوعات التي زخرت بها حياته العملية نائباً لوالده على الحجاز وولياً للعهد وملكاً، إلى أن توفاه الله تعالى إلى رحمته.
إنَّ الأمة العربية والإسلامية، بل والدولية، لتعاني أشد المعاناة في هذا الزمان من نقص مريع في عظماء الرجال - أمثال الملك فيصل بن عبدالعزيز- الذي يمكنهم أن يقودوا البشرية المهددة بأشد الأخطار إلى بر الأمان.
رحم الله فيصل بن عبدالعزيز رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم لبلاده وأمته العربية والإسلامية والمجتمع الدولي.
وإنه ليصدق في حق هذا الرجل قول الشاعر العربي:
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
والحمد الله رب العالمين.
* مدير المركز الوطني للوثائق والمحفوظات