مدريد - أ ف ب -

دانيال سيلفا

قرر وزراء المال في 13 دولة آسيوية خلال اجتماع البنك الآسيوي للتنمية في مدريد أمس الأول إنشاء صندوق مشترك للاحتياطات بالعملات الصعبة بقيمة ثمانين مليار دولار لاستخدامه في حالة وقوع أزمة مالية إقليمية.

وقال بيان مشترك صدر على هامش اجتماع البنك إن الصين واليابان وكوريا الجنوبية ستمد الصندوق بثمانين بالمئة من الأموال، بينما ستقدم الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا المبلغ المتبقي.. وكانت البلدان الثلاثة عشر قررت في 2000 في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية 1997-1998 وضع نظام ثنائي أُطلق عليه اسم مبادرة شيانغ ماي لحماية عملاتها الصعبة من أي اضطرابات في المستقبل.. وخلال الاجتماع السنوي للبنك في اليابان في مايو 2007، قررت البلدان الأعضاء إيداع جزء من احتياطاتها من العملات الصعبة في صندوق خاص بها متعدد الأطراف لاستخدامها عند وقوع أزمات خطيرة، لكنها لم تحدد حجم الصندوق.. وقال البيان: (تعهدنا بتسريع عملنا للتوصل إلى توافق حول كل العناصر التي تشمل شروط الإقراض والإجراءات المتعلقة بترتيبات الإقراض).. وأضاف أن الصندوق المشترك سيكون مستقلاً.

وقال وزير المال الفيتنامي فو فان نين الذي شارك في رئاسة اجتماعات مدريد إن الدول الـ13 ستعمل الآن على البحث عن وسائل لإدارة الصندوق.. وأضاف فو للصحافيين: (نعتقد أنه من المهم جداً فرض رقابة صارمة على النظام خصوصاً بعد أن حققت اقتصادات المنطقة خطوة كبيرة ومهمة للاندماج في الاقتصاد العالمي).

من جهته، رفض وزير المال الياباني فوكوشيرو نوكاغا ذكر موعد لإطلاق الصندوق.. ويشكل إنشاء هذا الصندوق خطوة أولى لإيجاد رديف آسيوي لصندوق النقد الدولي.. وخلال الأزمة التي شهدتها آسيا في 1997-1998، اضطرت إندونيسيا وتايلاند وكوريا الجنوبية إلى اقتراض مبالغ كبيرة من صندوق النقد الدولي لحماية اقتصاداتها بينما كان المستثمرون يبيعون عملاتها. وأجبر صندوق النقد الدولي البلدان الثلاثة إلى القيام باقتطاعات في ميزانيتها لم تلق شعبية وبيع شركات تملكها الدولة وزيادة معدلات الفائدة، مقابل القروض التي بلغت قيمتها أكثر من مئة مليار دولار.. وقال وزراء المال في بيان إن اقتصادات آسيا تواجه تحديات ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية وضعف أسواق المال.. وأوضح البيان أن (الاقتصاد الإقليمي واصل نموه القوي ويتوقع أن يبقى متيناً لكن ربما يضعف إلى حد ما)، مؤكداً (ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرار النشاط الاقتصادي بوتيرة ثابتة عبر تحقيق توازن بين السياسات ووسائل معالجة هذه المخاطر).

وتوقع البنك الآسيوي للتنمية أن تحقق الاقتصادات الآسيوية في 2008 نمواً نسبته 8.7%، وهي الأضعف في السنوات الخمس الأخيرة.. وبلغت نسبة النمو 8.7% في 2007.. والبلدان العشرة الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا هي بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفيليبين وسنغافورة وتايلندا وفيتنام.