ازدهرت صناعة المعارض في المملكة في الآونة الأخيرة، حيث يقام العديد من المعارض المتخصصة لعرض المنتجات والخدمات في مختلف المجالات مثل الأثاث ومواد البناء، العقار، الزراعة، التغذية، الاتصالات وتقنية المعلومات وغيرها. وفي الغالب تقام في المناطق الرئيسة، ويشارك بها جهات حكومية ومصنعون وموردون وشركات ومؤسسات خاصة من داخل وخارج المملكة.
والمتتبع لهذه المعارض يلحظ غياب كبير لما يطلق عليه (ثقافة المعارض) وما تتطلبه من عوامل لتحقيق النجاح، فللأسف الشديد العارضون يهتمون في الشكل الجمالي الخارجي للجناح ويغفلون الجانب المهم في المشاركة وهو توفير عارضين مؤهلين للقيام بتوصيل المعلومة الصحيحة والتعريف والترويج للمنشأة (بخدماتها ومنتجاتها) بالشكل السليم.
مشكلة أخرى، تنتشر في معارضنا وهي أن الغالبية من الزوار يحضرون ليس للتعلم والاطلاع على محتويات المعرض بل بسبب ما تولد لديهم من قناعات خاطئة بأن مثل هذه المعارض هي فرصة مناسبة لتجميع الهدايا التي يقدمها بعض العارضين، فأصبح الزائر يخرج من المعرض محملاً بأكياس كبيرة وكأنه خارج من مجمع تجاري، حتى أن الزائر يقف على الجناح ويسأل العارضين(وش عندكم هدايا) بدون أن يعرف حتى اسم الجهة العارضة.
وعند المقارنة في المعارض التي تقام في العديد من الدول الأجنبية نجد أن ثقافة المعارض مختلفة تماماً فقليل أن نجد توزيع للهدايا، فالجناح في الغالب يكون مخصصاً للشرح للزائر، ويوضع فيه أشخاص مدربون تماماً ومتمرسون للعمل والتعامل مع الزوار، وكثيراً ما نشاهد رؤساء الشركات وكبار المسئولين متواجدين على رأس العارضين وبصفة مستمرة وليس فقط في ساعة افتتاح المعرض.
ولكي تحقق صناعة المعارض في المملكة النجاح المنشود، فلابد من تعزيز ثقافة المعارض لدى العارضين والزوار، والتأكيد على أهمية إقامة مثل هذه المناسبات التي تمثل فرصة حقيقة لزيارة عدد كبير من العارضين لمنتجاتهم وخدماتهم تحت سقف واحد وفي مدة زمنية محددة، وهي فرصة حقيقية لإبرام صفقات تجارية وفتح قنوات تواصل جديدة مع عملاء جدد، أما زوار المعارض من فئة(وش عندكم هدايا) فهم ليسوا المعنيين تماماً بتلك المعارض ويمكن الوصول إليهم بطرق تسويقية سهلة خارج المعارض، والمهم هو التركيز على فرصة التواجد بالمشاركة بهدف التسويق والترويج للمنشأة. ما شاهدته في معرض جايتكس الذي عقد في الرياض الأسبوع الماضي يؤكد على كثير ممّا ذكرته أعلاه ومن أراد التأكد فليقم بزيارة لمعرض العقار الذي بدأ هذا الأسبوع في الرياض ولعله يكون بأحسن حالا من غيره من المعارض الأخرى.