كان الجمهور الكبير الذي حضر مسرحية (حاميها حراميها) للفنان الكوميدي طارق العلي التي أُقيمت مؤخراً على مسرح مركز الملك فهد الثقافي رقماً قياسياً آخر تسجله أمانة منطقة الرياض بكل اقتدار، حيث بلغ عددهم خلال 5 أيام ما يقارب من (20) ألف متفرج، وبهذا الرقم تكسر الأمانة الرقم القياسي الماضي لعدد الجماهير المسرحية البالغ 18.500 ألف متفرج خلال ثلاثة أيام شاهدوا 12 عرضاً مسرحياً، وذلك خلال البرنامج المسرحي الذي نفذته الأمانة خلال احتفالاتها بعيد الفطر المبارك للعام 1428هـ ضمن 60 فعالية شملت جميع أحياء الرياض.

أرقام قياسية لعدد الجماهير تسجلها الأمانة، وما تلبث أن تكسرها لتسجيل رقم قياسي آخر، في ظل نشاط مركز ومنظم وطاقم عمل يمارس نشاطاته على مدار الساعة.

هذه المؤشرات المسرحية اللافتة تكسر هي الأخرى بعض المقولات (التقليدية) التي تقول بعدم وجود جماهير للمسرح، أو تلك التي تقول إن الشباب مشغول باهتمامات أخرى مثل: كرة القدم والفضائيات والمقاهي والتفحيط.

لقد أثبت العرض الثاني لمسرحية (حاميها حراميها) أن للمسرح جمهوراً كبيراً يعشقه رغم كل الاتجاهات الشبابية الأخرى، حيث امتلأت قاعة مسرح الملك فهد الثقافي بالجماهير في ذات الوقت الذي تُقام فيه مباراة مهمة جداً بين الهلال والاتحاد، كدليل على تنوع اهتمامات الأجيال الجديدة من الشباب السعودي، فلم يعد الأمر مقتصراً على كرة القدم.

إذا كانت أمانة منطقة الرياض قد تماهت مع العصر إدارياً ومالياً واقتربت أكثر وأكثر مع أهلها وقدمت الرياض كمدينة عصرية مليئة بالفنون والترفيه والثقافة، فلماذا لا ترتقي بعض الجهات الأخرى المعنية بالثقافة والفنون بنُظمها الإدارية والمالية لتواكب التوجهات الشبابية والأسرية المختلفة وتسهم بشكل فعَّال في عملية البناء الثقافي المستمر والفعَّال والمؤثر والمتقن.