Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/05/2008 G Issue 13002
الأحد 28 ربيع الثاني 1429   العدد  13002
(وصايا الملك عبدالعزيز ل أمرائه على الأمصار: الرويضة نموذجاً)

نص الوثيقة(1):

(من عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل إلى جناب المكرم سعد بن عبدالله بن مظهور(2) سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ذلك من قبل جماعتك طلبونا الزامك في إمارتهم في محل أبوك فا أنت انشاء الله تلتزم با إمارتهم والذي أوصيك به ونفسي تقوى الله تعالى والنصف بين الناس وعدم الهوى أو الحيف مع أحد دون أحد وتنفيذ أمر الشرع ومساعدة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر نرجو ان الله يوفق الجميع للخير هذا مالزم بيانه والسلام 24-2-1366هـ (الختم)).

ترتكز هذه الوثيقة على عدد من الوصايا والتوجيهات من لدن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى من عينه أميراً على إحدى الهجر (الرويضة) خلفاً لوالده لتكون أساساً يسير عليه في تعامله على من تحته من الرعية طبقا للقاعدة العظيمة: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته), فمن وصايا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود الواردة نصاً في هذه الوثيقة الآتي:

1- تقوى الله تعالى.

2- النصف (الإنصاف والعدل) بين الناس وعدم الهوى والحيف مع أحد دون أحد.

3- تنفيذ أمر الشرع.

4- مساعدة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

ففيها يتضح بجلاء حرص الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على النصح لأمراء البلدان ورؤساء الهجر بتقوى الله تعالى أولاً, حيث كانت أساساً مهماً وركيزة ثابتةٌ في كل توجيهاته لكافة المسؤولين. وهو - رحمه الله - لا يخص أحد دون أحد وهذا يذكرنا بحال السلف الصالح عندما يناصحون أحدهم.

وهل هناك اعظم من تقوى الله سبحانه وتعالى, قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}وقال سبحانه: {اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}

وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبه شواهد كثيرة على التقوى والمناصحة ومخافة الله سبحانه.

وكان السلف عندما يقول له أحد اتق الله تهز هذه الكلمة وجدانه ويقف لها سمعه وبصره.وكانت هذه الكلمة فقط كافية لتذكير أحد أو لتوصية أحد أو تنبيه آخرين عن مظلمة أو خطأ أو ذنب.

يأتي بعد ذلك تأكيده على شعيرة من أهم شعائر الإسلام وهي أحد المرتكزات التي قامت عليها هذه الدولة المباركة - حفظها الله -, وهي شعيرة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

حيث يؤكد أيضا أن أمرها مهم عظيم الشأن بتوجيهه لأمير هذه البلدة الصغيرة نحو الاهتمام بهذه الشعيرة مع العلم أن تلك الهجر والبلدان أقيمت على أساس دعوي مع خلوها في الغالب من مفاسد ظاهرة أو أمور منكرة.

لكنه غفر الله له وهو المؤسس لهذا المجتمع وهذا الكيان الصالح وهذه البنية الطيبة يحرص كل الحرص على التذكير بها والتنويه على أهميتها ووجوب القيام بها على أكمل وجه.

فهذه الشعيرة العظيمة كانت ولا تزال سبباً في دفع كثير من البلايا والأخطار والجرائم والفساد وما الله به عليم.وكما يتضح في خطابه - رحمه الله - حرصه كذلك على إقامة العدل والإنصاف بين الناس فإن العدل هو أساس الحكم وميزان الحق, وكل أمير وكل مسؤول تقع على مسؤولية من يليه ويتبعه ومن هم تحت يده، وبالتالي فإن مسؤولية الجميع تعود للملك الموجه بهذه الوصايا الخيرة جازماً وطامعاً بأنهم سوف ينفذوها لتبرأ بذلك ذمتهم ثم ذمته أمام الله, فتحقيق العدل بين المواطنين ونصف المظلوم من الظالم ورد الحقوق لأصحابها أعظم مطلب يرغب في تحقيقه أي حاكم يخاف الله.

رحم الله الملك عبدالعزيز فقد شملت رحمته واهتمامه ورعايته كافة أبناء شعبه ونصحه لهم يتساوى في ذلك أبناء هجرة صغيرة أو مدينة كبيرة، ولا أظن أمير تلك البلدة بعد أن وجه إليه الخطاب من مليكه وقرأه إلا وأحس بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقة.

رحم الله الجميع وغفر الله لهم وجميع أموات المسلمين، وحفظ الله هذه الحكومة الرشيدة ووفقها لكل خير ودفع عنها كل سوء.

فهاد السهلي

1- الوثيقة من محفوظاتي مع العديد من الوثائق.

2- سعد بن عبدالله بن مظهور أمير رويضة السهول، والده عبدالله بن مظهور هو مؤسس هذه الهجرة في بداية توطين البادية عندما دعا الملك العظيم صاحب النظرة الثاقبة الملك المؤسس عبدالعزيز إلى تأسيس الهجر لتوطين البادية لتكون قواعد دينية ينطلق منها العمل والعلم والتطور.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد